شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

باب الحكم والمواعظ

صفحة 93 - الجزء 18

  ٥ - وَقَالَ # اَلْعِلْمُ وِرَاثَةٌ كَرِيمَةٌ وَاَلآْدَابُ حُلَلٌ مُجَدَّدَةٌ وَاَلْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ إنما قال العلم وراثة لأن كل عالم من البشر إنما يكتسب علمه من أستاذ يهذبه وموقف يعلمه فكأنه ورث العلم عنه كما يرث الابن المال عن أبيه وقد سبق منا كلام شاف في العلم والأدب.

  وكان يقال عطية العالم شبيهة بمواهب الله ø لأنها لا تنفد عند الجود بها وتبقى بكمالها عند مفيدها.

  وكان يقال الفضائل العلمية تشبه النخل بطيء الثمرة بعيد الفساد.

  وكان يقال ينبغي للعالم ألا يترفع على الجاهل وأن يتطامن له بمقدار ما رفعه الله عليه وينقله من الشك إلى اليقين ومن الحيرة إلى التبيين لأن مكافحته قسوة والصبر عليه وإرشاده سياسة.

  ومثاله قول بعض الحكماء الخير من العلماء من يرى الجاهل بمنزلة الطفل الذي هو بالرحمة أحق منه بالغلظة ويعذره بنقصه فيما فرط منه ولا يعذر نفسه في التأخر عن هدايته.