شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

مناقب علي وذكر طرف من أخباره في عدله وزهده

صفحة 199 - الجزء 2

  وروى محمد بن فضيل عن هارون بن عنترة عن زاذان قال انطلقت مع قنبر غلام علي # فإذا هو يقول قم يا أمير المؤمنين فقد خبأت لك خبيئا قال وما هو ويحك قال قم معي فانطلق به إلى بيته وإذا بغرارة مملوءة من جامات ذهبا وفضة فقال يا أمير المؤمنين رأيتك لا تترك شيئا إلا قسمته فادخرت لك هذا من بيت المال فقال علي # ويحك يا قنبر لقد أحببت أن تدخل بيتي نارا عظيمة ثم سل سيفه وضربه ضربات كثيرة فانتثرت من بين إناء مقطوع نصفه وآخر ثلثه ونحو ذلك ثم دعا بالناس فقال اقسموه بالحصص ثم قام إلى بيت المال فقسم ما وجد فيه ثم رأى في البيت إبرا ومسال فقال ولتقسموا هذا فقالوا لا حاجة لنا فيه وقد كان علي # يأخذ من كل عامل مما يعمل فضحك وقال ليؤخذن شره مع خيره.

  وروى عبد الرحمن بن عجلان قال كان علي # يقسم بين الناس الأبزار والحرف والكمون وكذا وكذا.

  وروى مجمع التيمي قال كان علي # يكنس بيت المال كل جمعة ويصلي فيه ركعتين ويقول ليشهد لي يوم القيامة.

  وروى بكر بن عيسى عن عاصم بن كليب الجرمي عن أبيه قال شهدت عليا # وقد جاءه مال من الجبل فقام وقمنا معه وجاء الناس يزدحمون فأخذ حبالا فوصلها بيده وعقد بعضها إلى بعض ثم أدارها حول المال وقال لا أحل لأحد أن يجاوز هذا الحبل قال فقعد الناس كلهم من وراء الحبل ودخل هو فقال أين رءوس الأسباع وكانت الكوفة يومئذ أسباعا فجعلوا يحملون هذه الجوالق إلى هذه الجوالق وهذا إلى هذا حتى استوت القسمة سبعة أجزاء ووجد مع المتاع