شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

خباب بن الأرت

صفحة 190 - الجزء 18

  ٥٤ - وَقَالَ # اَلْغِنَى فِي اَلْغُرْبَةِ وَطَنٌ وَاَلْفَقْرُ فِي اَلْوَطَنِ غُرْبَةٌ قد تقدم لنا قول مقنع في الفقر والغنى ومدحهما وذمهما على عادتنا في ذكر الشيء ونقيضه ونحن نذكر هاهنا زيادة على ذلك.

  قال رجل لبقراط ما أشد فقرك أيها الحكيم قال لو عرفت راحة الفقر لشغلك التوجع لنفسك عن التوجع لي الفقر ملك ليس عليه محاسبة.

  وكان يقال أضعف الناس من لا يحتمل الغنى.

  وقيل للكندي فلان غني فقال أنا أعلم أن له مالا ولكني لا أعلم أغني هو أم لا لأنني لا أدري كيف يعمل في ماله.

  قيل لابن عمر توفي زيد بن ثابت وترك مائة ألف درهم قال هو تركها لكنها لم تتركه.

  وقالوا حسبك من شرف الفقر أنك لا ترى أحدا يعصي الله ليفتقر أخذه الشاعر فقال:

  يا عائب الفقر ألا تزدجر ... عيب الغنى أكبر لو تعتبر

  إنك تعصي الله تبغي الغنى ... وليس تعصي الله كي تفتقر

  وكان يقال الحلال يقطر والحرام يسيل