شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات

صفحة 412 - الجزء 18

  ١٨١ - وَقَالَ # اَللَّجَاجَةُ تَسُلُّ اَلرَّأْيَ هذا مشتق من قوله # لا رأي لمن لا يطاع وذلك لأن عدم الطاعة هو اللجاجة وهو خلق يتركب من خلقين أحدهما الكبر والآخر الجهل بعواقب الأمور وأكثر ما يعتري الولاة لما يأخذهم من العزة بالإثم.

  ومن كلام بعض الحكماء إذا اضطررت إلى مصاحبة السلطان فابدأ بالفحص عن معتاد طبعه ومألوف خلقه ثم استحدث لنفسك طبعا ففرغه في قالب إرادته وخلقا تركبه مع موضع وفاقه حتى تسلم معه وإن رأيته يهوى فنا من فنون المحبوبات فأظهر هواك لضد ذلك الفن ليبعد عنك إرهابه بل ويكثر سكونه إليك وإذا بدا لك منه فعل ذميم فإياك أن تبدأه فيه بقول ما لم يستبذل فيه نصحك ويستدعي رأيك وإن استدعى ذاك فليكن ما تفاوضه فيه بالرفق والاستعطاف لا بالخشونة والاستنكاف فيحمله اللجاج المركب في طبع الولاة على ارتكابه فكل وال لجوج وإن علم ما يتعقبه لجاجه من الضرر وأن اجتنابه هو الحسن