شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات

صفحة 21 - الجزء 19

  ١٩٧ - وَقَالَ # إِنَّ مَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ مَلَكَيْنِ يَحْفَظَانِهِ فَإِذَا جَاءَ اَلْقَدَرُ خَلَّيَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ وَإِنَّ اَلْأَجَلَ جُنَّةٌ حَصِينَةٌ قد تقدم هذا وقلنا إنه ذهب كثير من الحكماء هذا المذهب وإن لله تعالى ملائكة موكلة تحفظ البشر من التردي في بئر ومن إصابة سهم معترض في طريق ومن رفس دابة ومن نهش حية أو لسع عقرب ونحو ذلك والشرائع أيضا قد وردت بمثله وإن الأجل جنة أي درع ولهذا في علم الكلام مخرج صحيح وذلك لأن أصحابنا يقولون إن الله تعالى إذا علم أن في بقاء زيد إلى وقت كذا لطفا له أو لغيره من المكلفين صد من يهم بقتله عن قتله بألطاف يفعلها تصده عنه أو تصرفه عنه بصارف أو يمنعه عنه بمانع كي لا يقطع ذلك الإنسان بقتل زيد الألطاف التي يعلم الله أنها مقربة من الطاعة ومبعدة من المعصية لزيد أو لغيره فقد بان أن الأجل على هذا التقدير جنة حصينة لزيد من حيث كان الله تعالى باعتبار ذلك الأجل مانعا من قتله وإبطال حياته ولا جنة أحصن من ذلك