نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة
  رسول الله ÷ فيقول اللهم داحي المدحوات وبارئ المسموكات وجبار القلوب على فطراتها شقيها وسعيدها اجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك ورأفة تحياتك على محمد عبدك ورسولك الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق والمعلن الحق بالحق والدامغ جيشات الأباطيل كما حملته فاضطلع بأمرك لطاعتك مستوفزا في مرضاتك لغير نكل في قدم ولا وهن في عزم داعيا لوحيك حافظا لعهدك ماضيا على نفاذ أمرك حتى أورى قبسا لقابس آلاء الله تصل بأهله أسبابه به هديت القلوب بعد خوضات الفتن والإثم موضحات الأعلام ونائرات الأحكام ومنيرات الإسلام فهو أمينك المأمون وخازن علمك المخزون وشهيدك يوم الدين وبعيثك نعمة ورسولك بالحق رحمة اللهم افسح له مفسحا في عدلك واجزه مضاعفات الخير من فضلك مهنآت غير مكدرات من فوز ثوابك المحلول وجزل عطائك المعلول اللهم أعل على بناء البانين بناءه وأكرم مثواه لديك ونزله وأتمم له نوره واجزه من ابتعاثك له مقبول الشهادة مرضي المقالة ذا منطق عدل وخطة فصل وبرهان عظيم.
  قال ابن قتيبة داحي المدحوات أي باسط الأرضين وكان الله تعالى خلقها ربوة ثم بسطها قال سبحانه {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ٣٠}[النازعات: ٣٠] وكل شيء بسطته فقد دحوته ومنه قيل لموضع بيض النعامة أدحي لأنها تدحوه للبيض أي توسعه ووزنه أفعول وبارئ المسموكات خالق السموات وكل شيء رفعته وأعليته فقد سمكته وسمك البيت والحائط ارتفاعه قال الفرزدق:
  إن الذي سمك السماء بنى لنا ... بيتا دعائمه أعز وأطول