شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل

صفحة 279 - الجزء 19

  ٣٦٧ - وَقَالَ # إِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَى اَللَّهِ سُبْحَانَهُ حَاجَةٌ فَابْدَأْ بِمَسْأَلَةِ اَلصَّلاَةِ عَلَى رَسُولِهِ ÷ ثُمَّ سَلْ حَاجَتَكَ فَإِنَّ اَللَّهَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ حَاجَتَيْنِ فَيَقْضِيَ إِحْدَاهُمَا وَيَمْنَعَ اَلْأُخْرَى هذا الكلام على حسب الظاهر الذي يتعارفه الناس بينهم وهو # يسلك هذا المسلك كثيرا ويخاطب الناس على قدر عقولهم وأما باطن الأمر فإن الله تعالى لا يصلي على النبي ÷ لأجل دعائنا إياه أن يصلي عليه لأن معنى قولنا اللهم صل على محمد أي أكرمه وارفع درجته والله سبحانه قد قضى له بالإكرام التام ورفعة الدرجة من دون دعائنا وإنما تعبدنا نحن بأن نصلي عليه لأن لنا ثوابا في ذلك لا لأن إكرام الله تعالى له أمر يستعقبه ويستتبعه دعاؤنا.

  وأيضا فأي غضاضة على الكريم إذا سئل حاجتين فقضى إحداهما دون الأخرى إن كان عليه في ذلك غضاضة فعليه في رد الحاجة الواحدة غضاضة أيضا