شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها

صفحة 339 - الجزء 19

  ٣٩٧ - وَقَالَ # اِزْهَدْ فِي اَلدُّنْيَا يُبَصِّرْكَ اَللَّهُ عَوْرَاتِهَا وَلاَ تَغْفُلْ فَلَسْتَ بِمَغْفُولٍ عَنْكَ أمره بالزهد في الدنيا وجعل جزاء الشرط تبصير الله تعالى له عورات الدنيا وهذا حق لأن الراغب في الدنيا عاشق لها والعاشق لا يرى عيب معشوقه كما قال القائل:

  وعين الرضا عن كل عيب كليلة ... ولكن عين السخط تبدي المساويا

  فإذا زهد فيها فقد سخطها وإذا سخطها أبصر عيوبها مشاهدة لا رواية.

  ثم نهاه عن الغفلة وقال له إنك غير مغفول عنك فلا تغفل أنت عن نفسك فإن أحق الناس وأولاهم ألا يغفل عن نفسه من ليس بمغفول عنه ومن عليه رقيب شهيد يناقشه على الفتيل والنقير