شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها

صفحة 392 - الجزء 19

  وقال بعضهم لابنه:

  ولا تزقون لي هامة فوق مرقب ... فإن زقاء الهام للمرء عائب

  تنادي ألا اسقوني وكل صدى به ... وتلك التي تبيض منها الذوائب

  يقول له لا تترك ثأري إن قتلت فإنك إن تركته صاحت هامتي اسقوني فإن كل صدى وهو هاهنا العطش بأبيك وتلك التي تبيض منها الذوائب لصعوبتها وشدتها كما يقال أمر يشيب رأس الوليد ويحتمل أن يريد به صعوبة الأمر عليه وهو مقبور إذا لم يثأر به ويحتمل أن يريد به صعوبة الأمر على ابنه يعني أن ذلك عار عليك وقال ذو الإصبع:

  يا عمرو إلا تدع شتمي ومنقصتي ... أضربك حيث تقول الهامة اسقوني

  وقال آخر:

  فيا رب إن أهلك ولم ترو هامتي ... بليلى أمت لا قبر أعطش من قبري

  ويحتمل هذا البيت أن يكون خارجا عن هذا المعنى الذي نحن فيه وأن يكون ري هامته الذي طلبه من ربه هو وصال ليلى وهما في الدنيا وهم يكنون عما يشفيهم بأنه يروي هامتهم.

  وقال مغلس الفقسي:

  وإن أخاكم قد علمت مكانه ... بسفح قبا تسفي عليه الأعاصر

  له هامة تدعو إذا الليل جنها ... بني عامر هل للهلالي ثائر

  وقال توبة بن الحمير:

  ولو أن ليلى الأخيلية سلمت ... علي ودوني جندل وصفائح