شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في الاستغفار والتوبة

صفحة 65 - الجزء 20

  ٤٢٩ - وَقَالَ #: كَفَاكَ مِنْ عَقْلِكَ مَا أَوْضَحَ لَكَ سُبُلَ غَيِّكَ مِنْ رُشْدِكَ يقول # كفى الإنسان من عقله ما يفرق به بين الغي والرشاد وبين الحق من العقائد والباطل فإنه بذلك يتم تكليفه ولا حاجة في التكليف والفرق بين الغي والرشد إلى زيادة على ذلك نحو التجارب التي تفيده الحزم التام ومعرفة أحوال الدنيا وأهلها وأيضا لا حاجة له إلى أن يكون عنده من الفطنة الثاقبة والذكاء التام ما يستنبط به دقائق الكلام في الحكمة والهندسة والعلوم الغامضة فإن ذلك كله فضل مستغنى عنه فإن حصل للإنسان فقد كمل وإن لم يحصل للإنسان فقد كفاه في تكليفه ونجاته من معاطب العصيان ما يفرق به بين الغي والرشاد وهو حصول العلوم البديهية في القلب وما جرى مجراها من علوم العادات وما يذكره أصحابنا في باب التكليف