شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أدعية علي عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية

صفحة 167 - الجزء 3

  جمع بني أمية الطغاما ... أن نقتل العاصي والهماما

  وأن نزيل من رجال هاما

  قال وقال حبيب بن مالك وهو على شرطة علي # وهو آخذ بعنان دابته يا أمير المؤمنين، أتخرج بالمسلمين فيصيبوا أجر الجهاد بالقتال وتخلفني بالكوفة لحشر الرجال، فقال #: إنهم لن يصيبوا من الأجر شيئا إلا كنت شريكهم فيه، وأنت هاهنا أعظم غناء عنهم منك لو كنت معهم، فخرج علي # حتى إذا حاذى الكوفة صلى ركعتين.

  قال: وحدثنا عمرو بن خالد عن أبي الحسين، زيد بن علي # عن آبائه: أن عليا # خرج وهو يريد صفين حتى إذا قطع النهر أمر مناديه، فنادى بالصلاة، فتقدم فصلى ركعتين حتى إذا قضى الصلاة أقبل على الناس بوجهه، فقال: أيها الناس، ألا من كان مشيعا أو مقيما فليتم الصلاة، فإنا قوم سفر، ألا ومن صحبنا فلا يصومن المفروض، والصلاة المفروضة ركعتان.

  قال نصر: ثم خرج حتى نزل دير أبي موسى، وهو من الكوفة على فرسخين، فصلى به العصر، فلما انصرف من الصلاة قال: سبحان الله ذي الطول والنعم، سبحان الله ذي القدرة والإفضال، أسأل الله الرضا بقضائه، والعمل بطاعته والإنابة إلى أمره، إنه سميع الدعاء.

  قال نصر: ثم خرج # حتى نزل على شاطئ نرس بين موضع حمام أبي بردة وحمام عمر، فصلى بالناس المغرب، فلما انصرف

  قال: الحمد لله الذي يولج