أباة الضيم وأخبارهم
  يعد الغنى من نفسه كل ليلة ... أصاب قراها من صديق ميسر
  ينام عشاء ثم يصبح ناعسا ... يحت الحصى من جنبه المتعفر
  يعين نساء الحي ما يستعنه ... ويمسي طليحا كالبعير المحسر
  ولكن صعلوكا صفيحة وجهه ... كضوء شهاب القابس المتنور
  مطلا على أعدائه يزجرونه ... بساحتهم زجر المنيح المشهر
  وإن قعدوا لا يأمنون اقترابه ... تشوف أهل الغائب المتنظر
  فذلك إن يلق المنية يلقها ... حميدا وإن يستغن يوما فأجدر
  وقال آخر:
  ولست بمولى سوءة أدعي لها ... فإن لسوآت الأمور مواليا
  وسيان عندي أن أموت وأن أرى ... كبعض رجال يوطنون المخازيا
  ولن يجد الناس الصديق ولا العدا ... أديمي إذا عدوا أديمي واهيا
  وإن نجاري بابن غنم مخالف ... نجار لئام فابغني من ورائيا
  ولست بهياب لمن لا يهابني ... ولست أرى للمرء ما لا يرى ليا
  إذا المرء لم يحببك إلا تكرها ... عراض العلوق لم يكن ذاك باقيا