شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أباة الضيم وأخبارهم

صفحة 267 - الجزء 3

  نهار بن توسعة في يزيد بن المهلب:

  وما كنا نؤمل من أمير ... كما كنا نؤمل من يزيد

  فأخطأ ظننا فيه وقدما ... زهدنا في معاشرة الزهيد

  إذا لم يعطنا نصفا أمير ... مشينا نحوه مشي الأسود

  كان هدبة اليشكري وهو ابن عم شوذب الخارجي اليشكري شجاعا مقداما، وكان ابن عمه بسطام الملقب شوذبا الخارج في خلافة عمر بن عبد العزيز، ويزيد بن عبد الملك فأرسل إليه يزيد بن عبد الملك جيشا كثيفا، فحاربه فانكشفت الخوارج وثبت هدبة وأبى الفرار، فقاتل حتى قتل، فقال أيوب بن خولي يرثيه:

  فيا هدب للهيجا ويا هدب للندى ... ويا هدب للخصم الألد يحاربه

  ويا هدب كم من ملحم قد أجبته ... وقد أسلمته للرماح كتائبه

  تزودت من دنياك درعا ومغفرا ... وعضبا حساما لم تخنك مضاربه

  وأجرد محبوك السراة كأنه ... إذا انفض وافى الريش حجن مخالبه

  كانت وصايا إبراهيم الإمام وكتبه ترد إلى أبي مسلم بخراسان إن استطعت، ألا تدع بخراسان أحدا يتكلم بالعربية إلا وقتلته فافعل وأيما غلام بلغ خمسة أشبار تتهمه