سورة الرعد
  {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ} أخبر الله سبحانه وتعالى أنه قد ضرب للحق والباطل مثلاً فالزبد هو مثل الباطل والماء هو مثل الحق، وزبد المعادن هو مثل الباطل والمعدن هو مثل الحق.
  {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً} يضيع ويذهب وكأن لم يكن شيئاً، وإن كان يظهر أمام عين الرائي عندما يطفو على الماء في صورة وكأنه شيء ذو شأن، ومعنى جفاءً: مرمياً به لا يُلتفت إليه.
  {وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} الذي فيه نفع للناس وهو الماء فإنه يبقى على وجه الأرض، وأما ذلك الزبد الذي لا ينفعهم فيذهب وينتهي، فمثل الحق والباطل في النفع وعدمه كحال الزبد والماء.
  {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ ١٧} يضرب الله تعالى الأمثال للناس ليقرب إلى عقولهم صورة الحق وصورة الباطل كما فعل تعالى هنا حين صوَّرَ الحقَّ لنا بصورة الماء وصَوَّرَ الباطلَ بصورة الزبد الذي يطفو على وجه السيل ويملأ العين بجهامته ثم يذهب ويتلاشى ولا يستفيد منه إنسان ولا حيوان.
  {لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى} أخبر الله سبحانه وتعالى أن الذين استجابوا له وآمنوا به وصدقوا آياته ورسله فلهم جزاء الحسنى في الدنيا والآخرة. والمراد بالحسنى: المثوبة الحسنة وهي المغفرة والجنة والسلامة من النار.
  {وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ}(١) ورفضوا دعوة الله سبحانه وتعالى وكفروا به.
  {لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ} لن يكون لهم إلا الندم والحسرة يوم القيامة، ولو كان لأحدهم ملء الأرض ذهباً وأضعاف ذلك ليفتدي به - لاقتدى به من هول ما يرى من عذاب الله.
(١) سؤال: يقال: هل تصدق الآية على كل من رد شيئاً من التكاليف أو ترك العمل به؟
الجواب: تصدق الآية على كل من لم يعمل بما فرضه الله قطعاً أو أنكره ورده.