سورة الرعد
  {أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ} وسيحاسبهم الله سبحانه وتعالى حساباً شديداً على كل صغيرة وكبيرة، بخلاف المؤمن فإن الله سبحانه وتعالى يتجاوز عن صغائره ويمحوها بسبب محافظته على طاعة الله {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ٨}[الانشقاق].
  {وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ١٨} ثم يدخلهم - أي: الذين لم يستجيبوا له - نار جهنم خالدين فيها أبداً، يكون فراشهم فيها النار، وعليهم غطاء من نار مع ما يلقونه من أنواع العذاب.
  {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا(١) أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى} لا يستوي من آمن بك يا محمد وعرف الحق الذي أنزله الله إليك واهتدى به، هو وذلك الذي تعامى عن الحق وأعرض عنه.
  {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ١٩} أخبر الله سبحانه وتعالى أنه لا يفرق بينهما إلا أهل العقول والمعرفة، وأما أولئك المشركون فالمؤمن والكافر عندهم سواء لأنهم لا يؤمنون بالبعث والحساب ويقولون إن من مات صار تراباً وانتهى أمره.
  فأجاب الله سبحانه وتعالى عليهم بأنهم ليسوا سواء، وأنه لا بد من دار يجازى فيها كلٌ منهما، ويتناصف فيها الظالم والمظلوم، وأن ذلك الذي يزعمه أولئك المشركون لا يصح عقلاً، فهل يصح أن يكون من أصابه البلاء من حين ولادته إلى موته، وذلك الصحيح على السواء؟
  إذاً فإنا نحكم عقلاً عندما نرى ذلك المبتلى لم ينل جزاءه في الدنيا أن هناك داراً
(١) سؤال: يقال: كان من حق كتابتها طبقاً لقواعد الكتابة أن تفصل هكذا «أن ما» لأنها موصولة فلماذا أدمجت؟
الجواب: نعم كان من حق كتابتها أن تكون مفصولة كما ذكرتم، ولكنها أدمجت لأنها كتبت في المصاحف التي كتبها الصحابة ووزعوها في أمصار المسلمين، وعلى ذلك التزم المسلمون أن يرسموا كتابة المصاحف من بعد ذلك على ما رسمه الصحابة وجعلوا ذلك سنة في كتابة المصحف إلى اليوم.