محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الرعد

صفحة 316 - الجزء 2

  {وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ٢١} فيتركون المعاصي لأنهم عالمون بعاقبة ذلك.

  {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ}⁣(⁣١) ومن صفتهم كذلك أنهم يصبرون على ما ابتلاهم الله سبحانه وتعالى به في الدنيا من الفقر والشدة، كل ذلك لأجل أن ينالوا رضوان الله سبحانه وتعالى ورحمته، وذلك كما كان من ابتلاء الله سبحانه وتعالى لنبيه ÷ والمؤمنين معه فقد ابتلاهم بالفقر والشدة بينما أعداؤهم كانوا أهل غنى وتجارات واسعة، وابتلاهم بالقلة والضعف بينما كان لأعدائهم كثرة وقوة وعدة وعدد، فصبروا بالرغم على كل ذلك.

  {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً} مع صبرهم ذلك فقد حافظوا على إقامة صلواتهم، وأدوا ما أوجبه الله سبحانه وتعالى عليهم على أكمل وجه، وأخرجوا زكاة أموالهم في السر والعلانية.

  {وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} وإذا أساء إليهم أحد بكلام فاحش أجابوه بالكلام الحسن واللين درءاً منهم للفتن.

  {أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ٢٢} فهؤلاء الذين هذه أوصافهم سينالون تلك الدار التي ستعقب هذه الحياة الدنيا وهي: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ} ثم أخبرهم الله سبحانه وتعالى عن هذه الدار التي تعقب الدنيا بأنها جنات يتنعمون فيها لا تنقطع ولا يفنى نعيمها، والعدن⁣(⁣٢) المراد به الإقامة التي لا تنقطع.


(١) سؤال: هل يدخل في هذه الآية الصبر على أداء الواجبات واجتناب المقبحات؟

الجواب: الصبر على أداء الواجبات واجتناب المقبحات داخل في هذه الآية، بل إن الصبر هو القوة الدافعة إلى جميع أعمال البر والتقوى مع الإيمان.

(٢) سؤال: فضلاً مم اشتق؟ وما هو أصله؟

الجواب: {عَدْنٍ} هو مصدر: عدنت بالبلد أي: توطأته، وبابه ضرب، وعدنت الإبل بمكان كذا: لزمته فلم تبرح، ومنه: جنات عدن أي: جنات إقامة. اهـ من مختار الصحاح.