محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الرعد

صفحة 317 - الجزء 2

  وأخبر الله سبحانه وتعالى بأنهم سيدخلون الجنة هم والصالحون من أقاربهم.

  {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ ٢٣ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ٢٤} فتدخل عليهم الملائكة وهم في الجنة يتنعمون فيباركون لهم ويعظمونهم، ويزفون إليهم التهاني والتبريكات، وفي هذا من التشريف والتعظيم ما لا يخفى، وكذلك لا يخفى ما يتركه من الأثر في النفس، ورفع المعنويات.

  {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن حال هؤلاء الذين ينقضون ما عاهدوا عليه، ووثَّقُوا عليه الأيمان، ويقطعون صلة أولياء الله سبحانه وتعالى وصلة أرحامهم، ويقطعون صلاتهم بالمؤمنين.

  {وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} ويكون دأبهم السعي بالفساد بين الناس، وإثارة الفتن، وإهلاك الحرث والنسل، وخلق العداوات وسفك الدماء.

  {أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ} فجزاؤهم اللعنة من الله سبحانه وتعالى، والطرد من رحمته في الدنيا والآخرة.

  {وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ٢٥}⁣(⁣١) ولهم نار جهنم خالدين فيها أبداً.

  {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} كان المؤمنون في مكة يعيشون في حالة من الضعف والفقر الشديدين بينما كان المشركون أهل تجارات واسعة وثراء في الأموال، وأهل وجاهة ومكانة في الدنيا، فأمرهم الله سبحانه وتعالى أن لا يحتقروا أنفسهم عندما يرون ذلك في عدوهم فهو يبسط الرزق لمن يشاء من خلقه، ويضيقه على من يشاء، وأن حكمته قد اقتضت ذلك.


(١) سؤال: يقال: هل تريدون بهذا أنه في معنى «الدار السيئة» فيكون من إضافة الصفة إلى الموصوف؟

الجواب: هو من باب إضافة الصفة إلى الموصوف.