سورة الرعد
  بالإيمان والتعظيم لله، والخشية منه، والرضا بقضائه وقدره.
  {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ٢٩} هذا وعد من الله سبحانه وتعالى للذين آمنوا وعملوا الأعمال الصالحة بأن لهم في الجنة حياة طيبة ونعيماً دائماً لا ينقطع، وأن دارهم هذه قد حسنت لهم بما يرونه من النعيم الذي قد أعده الله سبحانه وتعالى لهم.
  {كَذَلِكَ(١) أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ} أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأنه قد أرسله إلى قريش وإلى بقية الأمم؛ لأن الناس جميعاً هم أمة محمد ÷(٢)، وأن هذه الأمة قد مضى قبلها أمم كثيرة بأنبيائها، فلست يا محمد بدعاً من الرسل، وشأنك كشأن سائر الأنبياء الذين بعثهم الله سبحانه وتعالى قبلك.
  {لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} أرسل الله سبحانه وتعالى محمداً ÷ إلى هذه الأمة ليتلو عليهم ما أوحاه الله سبحانه وتعالى إليه من القرآن بما فيه من
= قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ٢٤}[محمد]، ونقصان التدبر يكون إما لعدم الفهم أو لمشاغل تشوش على القلب، أو لمعاص أصمت آذان القلب، أو للكبر والتعاظم. وقد لا يحصل شيء في القلب للمؤمن عند قراءة القرآن وذلك لأن الطمأنينة موجودة في قلبه والإيمان بالله و ... مخالط لدمه ولحمه.
(١) سؤال: ما إعراب: {كَذَلِكَ} في الآية؟ وما معناها؟
الجواب: «كذلك» صفة لمصدر محذوف والتقدير: أرسلناك إرسالاً مثل ذلك الإرسال الذي عرفته.
(٢) سؤال: يقال: ما الوجه في أن يطلق لفظ أمة النبي ÷ ولو على الكفار به ÷؟ وهل إطلاقه على المؤمنين به خاصة حقيقة عرفية؟
الجواب: يصح إطلاق لفظ أمة محمد ÷ على الذين بعث إليهم محمد ÷، والإضافة يكفي فيها أدنى ملابسة، فأضيفت جميع الأمم إلى النبي ÷ لأنه أرسل فيهم، كما قيل: أمة نوح و ... إلخ، وتطلق على الأمة المؤمنة به ÷ لوجود المناسبة للإضافة، وهي اختصاصها بالإيمان به ÷.