سورة الرعد
  عقاباً شديداً أليماً، وعقاب استئصال لهم ولذراريهم وما معهم.
  يسلي الله سبحانه وتعالى هنا نبيه محمداً ÷، ويصبره على المضي على دعوته والاستمرار عليها ويشد من عزيمته حتى لا يتكاسل أو يفتر عن ذلك.
  {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ} تقرير من الله سبحانه وتعالى بقيامه على كل نفس، وأنه رقيب عليها يحصي عليها جميع أعمالها صغيرها وكبيرها، وأنه سيجازيهم على ذلك.
  وأخبر أنه لا يستوي رب العالمين القائم على كل نفس بما كسبت، الذي هو حي قيوم بتدبير أمر السماوات والأرض، ورقيب شهيد على كل نفس يحصي جميع أعمالهم، وعالم بما في صدورهم، هو وتلك الأصنام التي لا تضر ولا تنفع ولا تعلم شيئاً؟ فلماذا يعبدون هذه التي لا تنفع ولا تضر، ولا تعلم ولا تغني شيئا؟ ولماذا لا يرجعون إلى الذي بيده الضر والنفع والخير والشر وبيده القوة والسلطان؟
  {قُلْ سَمُّوهُمْ} أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يسأل المشركين عن أسماء آلهتهم هذه، فليست إلا أحجاراً يصنعونها ثم يختلقون لها أسماءً من عند أنفسهم.
  {أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ} يستنكر الله سبحانه وتعالى عليهم ذلك، وهل يعلمون شيئاً لا يعلمه الله سبحانه وتعالى؟ لأن الله سبحانه وتعالى لا يعلم إلهاً غيره.
  {أَمْ(١) بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ} ولا مصداقية لإلهيتها في الواقع، وإنما في القول والتسمية فقط، بل هي أسامٍ من دون مسميات.
  {بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ} إنما حُسِّنَ في أعينهم كفرهم وتكذيبهم بالنبي ÷، وزانت في عقولهم عبادة الأصنام والإقامة على الضلال والباطل، زين لهم الشيطان ذلك فزانت في أعينهم واستحسنوها.
(١) سؤال: ما معنى {أَمْ} في هذه المواضع؟ وبماذا تعلق قوله: {بِظَاهِرٍ}؟
الجواب: «أم» في الموضعين بمعنى «بل والهمزة» التي للإنكار، و «بظاهر» متعلق بـ «تخبرونه» مقدراً.