سورة الرعد
  {وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ} يقرأ بفتح الصاد وضمها، كان المشركون يصدون(١) الناس عن الإيمان ويقفون في طريق الحق، ويقطعون الطرق على الذاهبين للاستماع للنبي ÷، وكان من وصل إليه وسمعه يقرأ القرآن فإنه يؤمن به، ويتيقن أن ما جاء به هو الحق؛ فكانوا يقفون في مداخل مكة يحذرون الناس من الذهاب إليه، ومن الاستماع له، ويقولون: ساحر وكذاب، وينفرونهم عنه بكل ما يقدرون من الوسائل.
  {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ٣٣} فمن حكم الله سبحانه وتعالى بضلاله؛ فلن يستطيع أحد أن يحكم له بالهدى، أو يسميه به.
  {لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} هؤلاء المشركون الصادون عن سبيل الله حكم الله سبحانه وتعالى عليهم بالعذاب في الدنيا، وبالخزي والذلة والهوان.
  {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ} وسيعذبهم أيضاً في الآخرة في نار جهنم خالدين فيها أبداً.
  {وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ ٣٤} ولن يدفع عنهم أحد يوم القيامة، ولن يستطيع ذلك أو يمنع عنهم العذاب، أو ينتصر أو يشفع لهم.
  {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ ٣٥} أخبر الله سبحانه وتعالى عن صفة الجنة التي وعدها المتقين، فقد بلغت من النعيم ما لا يستطيع أن يحيط وصف الواصفين بها، وقد عرَّفَنا بوصفها العظيم هذا عندما أغفل ذكر الخبر فهو يدل على ذلك، وعلى عظم وصفها حتى لا يستطيع وصف الواصف أن يحيط بها، ولن تستطيع أي عبارة أن تذكر وصفها ذلك.
(١) سؤال: يظهر أن تفسيركم هذا مبني على فتح «وصَدوا» فكيف يكون معناها على الضم؟
الجواب: والمعنى على الضم: أن الشيطان صدهم عن الدين الحق وزين لهم الباطل ودين الشرك فأصروا على التمسك به فقاموا في وجه الدين الحق وحاربوه وسعوا جهدهم في طمسه ووأده.