محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الرعد

صفحة 327 - الجزء 2

  وقد ذكر الله سبحانه وتعالى بعض صفاتها بأنها تجري من تحتها الأنهار، وأن ثمارها دائمة لا تنقطع، وظل أشجارها دائم فلا تتساقط أوراقها كحال الدنيا، وقد أخبر الله سبحانه وتعالى أن عاقبة المتقين ومصيرهم إليها، بينما تكون النار عاقبة الكافرين ومصيرهم.

  {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ}⁣(⁣١) أخبر الله سبحانه وتعالى أن بعض علماء أهل الكتاب قد آمنوا بالنبي ÷ وصدقوه واستبشروا بقدومه؛ لأن التوراة والإنجيل كانت قد بشرت بقدومه، وهؤلاء الذين هم كذلك ليسوا إلا قلة قليلة، وأما الكثرة فإن عامة اليهود قد كفروا وجحدوا وكذبوا.

  {وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ} أراد الله سبحانه وتعالى بهم الأحزاب المتحزبة من المشركين ضد النبي ÷، وإنكارهم لبعضه كإنكارهم لكله.

  {قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ} أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يخبر المشركين بأنه لم يأتهم بأشياء خارجة عن المعقول، وأمره أن يخبرهم بأن الله سبحانه وتعالى إنما أمره بعبادته وحده لا شريك له، فلماذا يستنكرون عليه ذلك؟

  وأمره أن يسألهم أن يأتوا له بدليل على إلهية هذه الآلهة التي يعبدونها، ولكنهم لم يستطيعوا أن يأتوا بحجة قاطعة تدل على ذلك؛ لأنهم إنما صنعوا أحجاراً بأيديهم ونحتوها، ثم عبدوها وقالوا: قد وجدنا آباءنا على ذلك.

  {إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ ٣٦} إلى الله سبحانه وتعالى وحده لا إلى غيره؛ لأن مرجعي سيكون إليه بعد الموت.

  {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا}⁣(⁣٢) أخبر الله سبحانه وتعالى أنه قد أنزل القرآن


(١) سؤال: هل التخصيص في هذا بالقرينة الحالية حتى حمل على البعض أم بماذا؟

الجواب: التخصيص هو بالقرينة الحالية كما ذكرتم.

(٢) سؤال: ما الفائدة في إطلاق الحكم على القرآن؟ وما إعرابها؟

الجواب: {حُكْمًا} مصدر وقع موقع الحال للمبالغة أي حاكماً، ووصف القرآن بالحكم لأن فيه بيان الأحكام التي شرعها الله تعالى للناس في هذه الدنيا في أمور دينهم ودنياهم ومعاملاتهم.