سورة إبراهيم
  {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا}(١) فحال الكلمة الطيبة كحال هذه الشجرة التي تؤتي ثمارها كل وقت يأكل منها جميع الناس.
  {وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ٢٥} جعل الله سبحانه وتعالى لنا هذه الأمثال لندرك مدى تأثير الكلمة الطيبة وما يترتب عليها من المنافع والفوائد، وما فيها من المصلحة الكبيرة للدين ولهداية الناس إليه؛ لأنهم إذا سمعوا منك صدق الكلام ولينه، وعرفوا حرصك على الكلام الحسن والطيب، والرد على من أساء إليك بالكلمة الحسنة فإن القلوب بلا شك ستنجذب إليك، وستجعلهم يقبلون إلى الاستماع إليك، والقبول منك والرغبة إليك.
  {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ٢٦} بخلاف الكلمة الخبيثة؛ فإذا سُمِعَ منك الكلام الفاحش والبذيء فإنهم سينفرون منك، ولا يتقبلون عنك، ولا يقبلون عليك ولو كنت عالماً، بل ولو بلغت الدرجة العليا في العلم فحالها كحال الشجرة التي لا تحمل إلا الشوك، ولا تخلف وراءها إلا الأذى للناس، حتى ولو اقتطعت فإنها تترك وراءها الشوك، ومن مر بجانبها مرة فلن يمر من عندها مرة أخرى؛ لما يلحقه من أذى الشوك الذي خلَّفَتْه بعد قطعها.
  {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ(٢) الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ
(١) سؤال: ما الفائدة في ربط أثر الكلمة الطيبة بقوله: {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ}؟
الجواب: الفائدة هي بيان أن أثر الكلمة الطيبة ومنافعها تستمر وتدوم ولا تنقطع.
(٢) سؤال: ما معنى الباء في قوله: {بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ}؟ وهل تريدون بتثبيتهم توفيقهم بسبب القول الثابت أو توفيقهم إلى الكلمة الطيبة؟
الجواب: الباء للآلة مثل: «كتبت بالقلم» والمراد أن الله تعالى يوفقهم ويهديهم إلى القول الثابت الصحيح المدعوم بالحجج والبراهين في الدنيا فكلامهم كله طيب في الدنيا ليس فيه كلمة خبيثة، ويوفقهم يوم القيامة لقول الحق عند السؤال فلا يتلعثمون كما يتلعثم المجرمون.