محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة إبراهيم

صفحة 347 - الجزء 2

  اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ٢٧}⁣(⁣١) أخبر الله سبحانه وتعالى أنه يثبت عباده المؤمنين بهذه الكلمة الحسنة، والقول الحسن في الدنيا والآخرة، لما يكون منهم من الأخلاق الحسنة مع الناس، والكلام الحسن طيلة زمانهم، وفي الآخرة وعند الموت كذلك يكون منطقهم طيَّبَ الكلام، وذكر الله سبحانه وتعالى، لا ينفكون عنه، وأما الظالمون فلا يوفقهم الله سبحانه وتعالى إلى ذلك.

  {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ٢٨ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ ٢٩} وهؤلاء هم مشركو قريش أنعم الله سبحانه وتعالى عليهم بنعم كثيرة عظيمة؛ فقد جعلهم سكان بيته الحرام وجعلهم أهل الله، وبعث فيهم نبياً منهم يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم، ثم إنهم بالرغم من كل ذلك قابلوا هذه النعم بالكفر والجحود، وأدخلوا قومهم جهنم بسبب جهلهم وكفرهم.

  {وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ} قابل مشركو قريش نعم الله سبحانه وتعالى عليهم أيضاً بأن جعلوا مع الله آلهة أخرى ليضلوا الناس عن طريق الحق والدين الحق.

  {قُلْ تَمَتَّعُوا⁣(⁣٢) فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ٣٠} أمر الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً ÷


(١) سؤال: ما رأيكم فيما رواه المرشد بالله # وغيره عن عدة من الصحابة أن التثبيت هو عند السؤال في القبر؟ وهل يشهد له ما ورد من الأحاديث الصحيحة من الدعاء للميت: «ولقنه حجته، وصعّد بروحه، ولقه منك رضواناً»؟

الجواب: الآية محتملة لتفسيرها بالسؤال في القبر، وبالسؤال في يوم العرض الأكبر، فيصح تفسيرها بهما معاً؛ لأن الحياة الدنيا تنتهي بخروج الروح من الجسد. وما ورد في الدعاء: «ولقنه حجته» هو نفس المعنى الذي دلت عليه الآية، فيصح تفسيره بالأمرين معاً.

(٢) سؤال: يقال: ما المراد بالأمر بالتمتع؟ وما القرينة في ذلك؟

الجواب: الأمر بالتمتع هو للتهديد والوعيد، ودليل ذلك: إفضاء التمتع إلى النار وتسببه في دخولها المدلول عليه بفاء السببية: {فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ٣٠}.