محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة إبراهيم

صفحة 348 - الجزء 2

  أن يخبر المشركين أن مصيرهم إلى النار جزاءً على كفرهم ذلك، فليتمتعوا في الدنيا، وليتنعموا فيها بما أنعم عليهم من النعم فعاقبتهم إلى النار وبئس القرار.

  {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا⁣(⁣١) الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً}⁣(⁣٢) وأمره أيضاً أن يخبر الذين آمنوا وصدقوا، ويأمرهم بأن يؤدوا صلاتهم، ويخرجوا ما أوجب الله سبحانه وتعالى عليهم من زكاة أموالهم في السر والعلانية.

  {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ ٣١}⁣(⁣٣) وليفعلوا ذلك قبل أن يأتي عليهم يوم القيامة يوم الحسرة والندامة الذي لا تكون فيه مبادلة منافع، ولا تنفع فيه صداقة فلا صديق ينفع صديقه، وقد انقطع الود فيما بينهم.


(١) سؤال: ما رأيكم في جزم {يُقِيمُوا}؟ هل لأجل حذف لام الأمر أم في جواب الأمر {قُلْ} مع أنه لم يظهر أنه في تقدير: إن تقل لهم يقيموا؟

الجواب: يجوز أن يكون الجزم بلام الأمر المحذوفة ويجوز أن يكون الجزم في جواب الأمر، وليس هناك جواب مقنع لاعتماد أي واحد من الأمرين. وإذا قلنا: إنه مجزوم في جواب الأمر فالتقدير: قل لهم أقيموا ... يقيموا، فالجزم واقع في جواب الأمر المقيد بأقيموا، والأمر وإن لم يكن علة معقولة لإقامة الصلاة إلا أن قول النبي ÷ صار عند المؤمنين بمنزلة العلة لاعتقادهم وجوب طاعته وامتثال أمره.

(٢) سؤال: يقال: لماذا أمروا بالإنفاق سراً وقد قيل إنه لا خفاء في إخراج الواجبات؟

الجواب: قد يكون المراد بالسر لإنفاق النافلة وبالعلانية الفريضة، وعندنا أنه يجوز أن يراد باللفظ الواحد المعنى الحقيقي والمجازي.

(٣) سؤال: هل {خِلَالٌ ٣١} جمع خِلَّة بالكسر فهي الخصلة واحدة الخصال أو جمع الخُلَّة بالضم فما وجه كسرها في الجمع؟ أم أنها نوع آخر فما هو؟

الجواب: {خِلَالٌ ٣١} مصدر خالَّه بالتشديد، أو خالَلَهُ بفك الإدغام يُخَالِلُهُ خلالاً ومخاللة مثل قاتل يقاتل قتالاً ومقاتلة.