محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الحجر

صفحة 363 - الجزء 2

  ومعرفة الجهات والبلدان، ولتحفظ الأرض من الْمَيَدَان.

  {وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ ١٩} وأنبت فيها من المعائش على قدر حاجة خلقه ومصالحهم، ولا يخلق شيئاً أو ينبت شيئاً عبثاً زائداً على قدر الحاجة ولا ينقص من قدر الحاجة.

  {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ}⁣(⁣١) جعل الله في الأرض أماكن صالحة للزراعة، ولحياة الحيوانات والأسماك، وبذلك قامت الحياة على ظهر الأرض للإنسان والحيوان.

  {وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ ٢٠} وكذلك أرزاقاً للحيوانات⁣(⁣٢) التي لا تستطيعون أن ترزقوها، وقد جعل الله سبحانه وتعالى لها في الأرض قدر حاجتها.

  {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ٢١} وكل شيء تحت قدرته وسيطرته وفي خزائنه وملكه، يعطي كلاً حاجته، ولا ينقص من ملكه شيء، وأن الأرزاق بيده ينزلها لخلقه على قدر ما تقتضيه الحكمة والمصلحة.

  {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} يخبرنا الله سبحانه وتعالى بفائدة الرياح والنعمة التي جعلها لنا فيها، وهي أنها تلقح الأشجار، وتلقح السحاب ليمطر؛ لأن السحاب يلقح بعضه بعضاً⁣(⁣٣)، فتأتي الرياح فتدمج هذا مع هذا مما يؤدي إلى أن يتفاعل فينزل المطر منه.


(١) سؤال: كلمة {مَعَايِشَ} ما نوع اسميتها مع التفصيل؟

الجواب: «معايش» جمع معيشة، ولم تقلب الياء همزة لأنها أصلية، وبعضهم قلبها همزة تشبيهاً لها بياء صحيفة.

(٢) سؤال: هل المراد كل الحيوانات أم بعضها التي لا تعرف أكلها وغذاءها أو لا تحمل رزقها؟

الجواب: الظاهر العموم لكل الحيوانات التي تعيش على ظهر الأرض.

(٣) سؤال: هل هذه حقيقة علمية في العلم الحديث أم استنباط من ظاهر الآية؛ لأن الفاء للتعقيب تفيد أن نزول المطر عقيب التلقيح؟

الجواب: المراد أن السحاب يلقح بعضه بعضاً بفعل الرياح فهي التي تسوق بعضه إلى بعض، فإذا التقى السحاب المرتفع بالسحاب المنخفض حدث الرعد والبرق ونزول المطر بإذن الله.