سورة الحجر
  ومعرفة الجهات والبلدان، ولتحفظ الأرض من الْمَيَدَان.
  {وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ ١٩} وأنبت فيها من المعائش على قدر حاجة خلقه ومصالحهم، ولا يخلق شيئاً أو ينبت شيئاً عبثاً زائداً على قدر الحاجة ولا ينقص من قدر الحاجة.
  {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ}(١) جعل الله في الأرض أماكن صالحة للزراعة، ولحياة الحيوانات والأسماك، وبذلك قامت الحياة على ظهر الأرض للإنسان والحيوان.
  {وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ ٢٠} وكذلك أرزاقاً للحيوانات(٢) التي لا تستطيعون أن ترزقوها، وقد جعل الله سبحانه وتعالى لها في الأرض قدر حاجتها.
  {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ٢١} وكل شيء تحت قدرته وسيطرته وفي خزائنه وملكه، يعطي كلاً حاجته، ولا ينقص من ملكه شيء، وأن الأرزاق بيده ينزلها لخلقه على قدر ما تقتضيه الحكمة والمصلحة.
  {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} يخبرنا الله سبحانه وتعالى بفائدة الرياح والنعمة التي جعلها لنا فيها، وهي أنها تلقح الأشجار، وتلقح السحاب ليمطر؛ لأن السحاب يلقح بعضه بعضاً(٣)، فتأتي الرياح فتدمج هذا مع هذا مما يؤدي إلى أن يتفاعل فينزل المطر منه.
(١) سؤال: كلمة {مَعَايِشَ} ما نوع اسميتها مع التفصيل؟
الجواب: «معايش» جمع معيشة، ولم تقلب الياء همزة لأنها أصلية، وبعضهم قلبها همزة تشبيهاً لها بياء صحيفة.
(٢) سؤال: هل المراد كل الحيوانات أم بعضها التي لا تعرف أكلها وغذاءها أو لا تحمل رزقها؟
الجواب: الظاهر العموم لكل الحيوانات التي تعيش على ظهر الأرض.
(٣) سؤال: هل هذه حقيقة علمية في العلم الحديث أم استنباط من ظاهر الآية؛ لأن الفاء للتعقيب تفيد أن نزول المطر عقيب التلقيح؟
الجواب: المراد أن السحاب يلقح بعضه بعضاً بفعل الرياح فهي التي تسوق بعضه إلى بعض، فإذا التقى السحاب المرتفع بالسحاب المنخفض حدث الرعد والبرق ونزول المطر بإذن الله.