سورة الحجر
  {فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ٢٢} ولن تستطيعوا أن تخزنوا(١) هذا الماء الذي ينزل من السماء وإنما تمتصه الأرض إلى أن ينضب.
  {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ ٢٣} ينبه الله سبحانه وتعالى هنا الإنسان عن غفلته ويوقظه لينتبه من رقدته، ومن الوقوع في المهالك والمآثم، ويذكره بأن الموت والحياة بيده، وأنه هو الذي وهب الحياة، وسيأخذها متى ما أراد؛ فليحذروه ويتقوا معاصيه، ويجتنبوا سخطه وعذابه، ومعنى الوارثون: الباقون بعد فناء الخلق.
  {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ٢٤}(٢) يخاطب الله سبحانه وتعالى مشركي قريش بأنه سيأخذهم بعذابه وأنه قد علم من هو الذي سيعذبه منهم أولاً، وأنه عالم بمن سيأخذه بعذابه آخراً.
  {وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ٢٥} وأن مرجعهم إليه يوم القيامة جميعاً، وكل من خلقه على وجه الأرض سيحشره يوم القيامة للجزاء والحساب.
  {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ} يذكِّرُ الله سبحانه وتعالى عباده بنعمته عليهم بالخلق لعلهم يرجعون إليه، ويتركون ما هم فيه من الضلال والكفر، وأن بيده كل ذلك، أما الأصنام فلم يكن منها أي خلق أو رزق أو حياة أو موت.
(١) سؤال: قد يقال بأنه يخزن في السدود والبرك ونحوها فما المراد بنفي خزنه؟
الجواب: حفظ الناس للماء يكون بكميات قليلة، ومهما خزنوا فلن يستطيعوا أن يخزنوا منه ما يكفي لسقي الجبال والشعوب والبراري والقفار، وما يكفي لإخراج أقوات الناس والحيوانات. وبعد، فلا نزال نسمع في هذا الزمان الذي تطورت فيه الصناعة عن مجاعات في بعض الدول بسبب قلة الأمطار حتى هلكت مواشيهم، بل حتى يموت بعضهم من الجوع والهزال.
(٢) سؤال: ما معنى السين في قوله: «المستقدمين، والمستأخرين»؟
الجواب: معنى السين والتاء هو التأكيد في اللفظين جميعاً.