سورة الحجر
  غير لائق به وبمكانته.
  {قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ٣٤ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ٣٥} عندها أمره الله سبحانه وتعالى بالخروج من الجنة التي خلق آدم فيها، وهي من جنان الأرض، والرجيم هو المطرود، وأخبره بأنه مطرود من رحمته إلى يوم القيامة.
  {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ٣٦ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ٣٧ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ٣٨} طلب إبليس من الله سبحانه وتعالى بعد أن طرده ولعنه أن ينظره ويمهله إلى يوم القيامة، وألا يميته، فأجابه الله سبحانه وتعالى إلى ما طلب ووعده أن يمهله إلى وقت مبعث الناس يوم القيامة.
  {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ٣٩} فما دمت محكوماً عليَّ بالغواية واللعنة والطرد فسأزين للبشر المعاصي، وسأغويهم عن طريق الحق والصواب وأصرفهم جميعاً عن طريق الحق.
  {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ٤٠}(١) استثنى إبليس عباد الله المخلصين لعلمه بأنه لا يستطيع إضلالهم وإغواءهم، لإخلاصهم لله سبحانه وتعالى، وإن وقع منهم زلة أو خطيئة تابوا عنها من ساعتها وحينها، وأقلعوا عنها.
  {قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ٤١}(٢) أخبره الله سبحانه وتعالى أن عباده المؤمنين قد استحقوا أن يحوطهم بألطافه وبعنايته وتوفيقه وتسديده.
(١) سؤال: ما الوجه في جعل {الْمُخْلَصِينَ ٤٠} بالفتح لا بالكسر؟
الجواب: قد قرأ بعض السبعة القراء بالكسر وبعضهم بالفتح، فمن قرأ بالكسر فالمعنى: إلا عبادك الذين أخلصوا لك الطاعة والعبادة، ومن قرأ بالفتح فالمعنى: إلا عبادك الذين وفقتهم وأمددتهم بزيادة الهدى والبصيرة والنور.
(٢) سؤال: ما الوجه في تشبيه الحق بالطريق الواضح المستقيم؟
الجواب: الوجه الجامع هو أمن وسلامة سالك الطريق المستقيم الواضح.