محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الحجر

صفحة 374 - الجزء 2

  يحثهم الله سبحانه وتعالى على النظر والتفكر فيها لعلهم يعتبرون في عاقبة المكذبين بأنبيائهم كيف كانت.

  {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ٧٧} فهم الذين يعتبرون ويحذرون عذاب الله سبحانه وتعالى وعقابه.

  {وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ ٧٨} ثم انتقل الله سبحانه وتعالى إلى أصحاب الأيكة وما كان من شأنهم، والأيكة هي الأشجار الكثيفة الملتفة والمختلطة، وهم قوم شعيب #.

  {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} فأهلكهم الله سبحانه وتعالى عندما كذبوا نبيهم وتمردوا عليه.

  {وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ ٧٩} آثار مساكن قوم شعيب وآثار قرى قوم لوط على طريق واضح تمر عليه قريش في أسفارها إلى الشام.

  وأراد بالإمام المبين الطريق الواضح المأموم التي لا زال الناس يسلكونها.

  {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ ٨٠} ثم انتقل إلى حكاية ما كان من شأن أصحاب الحجر وتكذيبهم بنبيهم، وهم قوم ثمود أصحاب نبي الله صالح #، وجعل تكذيبهم به كأنهم قد كذبوا بجميع المرسلين⁣(⁣١).

  {وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ٨١} أخبر الله سبحانه وتعالى أنه قد أعطاهم الآيات الواضحات الدالة على الحق وعلى صدق نبيهم، ولكنهم كذبوا واستهزئوا وتمردوا.

  والحجر: هو السد الذي يحجز الماء كانوا قد جعلوه في واديهم فنسبوا إليه.


(١) سؤال: ما الحكمة في ذلك؟

الجواب: الحكمة في ذلك أن ديانة المرسلين ومعتقداتهم واحدة فكان تكذيبهم لصالح فيما جاءهم به من الدين تكذيباً لما جاء به المرسلون من قبله.