محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الحجر

صفحة 378 - الجزء 2

  {الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ٩٦} وهؤلاء هم أولئك المستهزئون بالنبي ÷، وكانوا يعبدون الأصنام. يهددهم الله سبحانه وتعالى ويتوعدهم بأنهم سوف يعلمون عاقبة تكذيبهم واستهزائهم.

  {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ٩٧} كان النبي ÷ يصيبه الضيق الشديد لما يراه من تكذيبهم واستهزائهم وعنادهم، ويصيبه الفتور وتضعف عزيمته في مواصلة تبليغ الدعوة، فأخبره الله سبحانه وتعالى أنه عالم بذلك الذي يصيبه ومطلع عليه، يشجعه الله سبحانه وتعالى بذلك، ويصبره على مواصلة دعوته لهم، وأنه سوف يجازيهم على ما كان منهم.

  {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ⁣(⁣١) رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ٩٨ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ٩٩} أمره الله سبحانه وتعالى بأن ينزهه ويوحده، وأن يحمده وأن يكون من العاكفين على عبادته وحده، وحثه على الاستمرار على ذلك حتى يأتيه الموت.

  * * * * *


(١) سؤال: ما معنى الباء في قوله: {بِحَمْدِ رَبِّكَ

الجواب: الباء للمصاحبة والملابسة، والمعنى على ذلك: فسبح حال كونك متلبساً بحمد ربك.