سورة النحل
سورة النحل
  
  {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ}(١) كان المشركون يسألون النبي ÷ أن يدعو الله سبحانه وتعالى بأن يعجل نزول العذاب بهم إن كان صادقاً فيما يدعيه، فأخبرهم الله سبحانه وتعالى على لسان نبيه ÷ بأن ما يسألونه قد وجب عليهم، وأنه عما قريب واقع بهم فلا عجلة على مكروه.
  {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ١} تقدس وتعالى عن أن يكون له شريك كما يزعمون.
  {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ٢}(٢) أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأنه ينزل الملائكة بالقرآن الذي هو مثل الروح التي تكون بها حياة الأبدان؛ لأن القرآن حياة القلوب كما أن الروح حياة للأبدان؛ لأن من كان في ظلمات الجهل والشرك فهو ميت القلب؛ فإذا سمع القرآن وآمن فإن قلبه يحيا بالإيمان.
  وأخبر سبحانه وتعالى أنه ينزله على من يشاء من عباده وهم الأنبياء كموسى وعيسى ومحمد ÷، وغيرهم ممن اختارهم الله واصطفاهم لحمل شرائعه وتبليغها للناس، وأنزله عليهم لينذروا الناس من عبادة الأصنام وغيرها، ويأمروهم بعبادة الإله الواحد، واتقاء معصيته ومخالفة أوامره.
(١) سؤال: ما فائدة التعبير بالماضي في قوله: {أَتَى} ولم يكن قد حصل؟
الجواب: الفائدة في ذلك هي الإشارة إلى أن إتيان أمر الله متحقق الوقوع وأنه واقع لا محالة فكأنه لذلك قد وقع، فمن هنا جاء بالماضي.
(٢) سؤال: ما إعراب: {أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا}؟
الجواب: «أن» مفسرة، والجملة التي بعدها تفسيرية لا محل لها من الإعراب.