محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة النحل

صفحة 382 - الجزء 2

  {وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٨} يذكِّرُنا الله سبحانه وتعالى بمدى قدرته وقوته وإحاطته بكل شيء، وأنه يخلق أصنافاً من المخلوقات لا نعلمها.

  {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} أخبر الله سبحانه وتعالى أنه قد أوجب على نفسه أن يبين لخلقه طريق الحق والهدى وما فيه نجاتهم، وقصد السبيل هو بيان الطريق التي تسوق إلى الحق، وأخبرنا تعالى أن بعض الطرق جائرة تؤدي إلى الضلال والهلاك فلا نسلكها، وأن طريق الحق ليست إلا واحدة فقط، وهذا معنى: {وَمِنْهَا جَائِرٌ}.

  {وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ٩} لو شاء مشيئة جبر وإلجاء لفعل ذلك، ولأدخلهم في الهدى مكرهين، ولكنه ترك خلقه ووكلهم إلى اختيارهم لما يترتب على ذلك من الجزاء.

  {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} وليست الأصنام التي تعبدونها أيها المشركون.

  {لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ ١٠} يذكر الله عباده بعظيم نعمة الماء الذي ينزله من السماء فيشرب منه الناس وتنبت به الأشجار والمراعي التي تأكلها الأنعام وترعاها الدواب وهذا معنى: «فيه تسيمون».

  {يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ١١} وأخبرنا أن في ذلك دلالة كبيرة، وآية واضحة بينة تدل على قدرته وإلهيته إذا كان هناك من يتفكر وينظر، فبالماء الذي ينزله من السماء ينبت الله لنا الزرع بأنواعه وينبت به الزيتون والنخيل والأعناب والأثمار والفواكه على اختلاف أنواعها وأشكالها.

  {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} وهيأهما لمصالحكم، وعلى حسب ما يوافق معايشكم.