محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة النحل

صفحة 384 - الجزء 2

  {وَمَا⁣(⁣١) ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ١٣} وكذلك مخلوقاته التي خلقها في الأرض على مختلف أنواعها وأصنافها وألوانها فيها آية واضحة لمن تفكر ونظر فيها، فمن خلقها على هذه الصفة؟ ومن ميز بين ألوانها وصورها؟ فلو اجتمع أهل الأرض على أن يخترعوا لوناً لما استطاعوا، وكذلك الطعوم فمن هو الذي جعل لكل صنف طعماً ونكهة تميزه عن صنف آخر غيره؟ ومن هو الذي خالف بينها مع أن تربتها واحدة وتسقى بماء واحد؟ ولو اجتمع جميع علماء الأرض على أن يستخرجوا لوناً من تلك التربة، أو يستخرجوا حلاوة منها - لما استطاعوا ذلك، ولما وجدوا إلى ذلك سبيلاً، مما يدل على أن هناك قدرة خارقة هي التي تتحكم في ذلك، وتخالف وتميز بين ألوانها وطعومها، وكل ما ذكرنا فيه دلالة واضحة عليه جل وعلا، وعلى قدرته وعظمته، ومن تدبر فيها ونظر وتأمل عرف الله سبحانه وتعالى حق معرفته.

  {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ⁣(⁣٢) مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ١٤} أخبرنا الله سبحانه وتعالى بأنه تفضل علينا بأن سخر البحر في خدمتنا، وهيأه في صالحنا نركب على ظهره، ونسير فوقه، وجعل لنا فيه أرزاقاً كثيرة فنأكل ونلبس ونتزين من خيراته، يخبرنا بذلك لنعرف فضله علينا ونعمته لنشكره ونحمده على ذلك، وكذلك تسخير السفن لتسير على ظهره ففيها آية واضحة تدل


(١) سؤال: علام عطف الاسم الموصول؟

الجواب: عطف على الليل والنهار، ويجوز أن ننصبه بفعل محذوف أي: وخلق أو أنبت، ويكون من عطف الجمل.

(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب: {وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ

الجواب: الواو اعتراضية والجملة معترضة لا محل لها من الإعراب.