سورة الإسراء
  يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا ١٨}(١) من أراد الدنيا وزينتها ولذاتها - فإن الله سيمتعه فيها ويعطيه على حسب ما اقتضته الحكمة والمصلحة، ثم بعد ذلك يدخله نار جهنم خالداً فيها مخلداً.
  {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ(٢) فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ١٩} ومن عمل لآخرته وترك الدنيا وشهواتها ولذاتها؛ فإن الله سبحانه وتعالى سيثيبهم فيها في النعيم الدائم الذي لا ينقطع.
  {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ(٣) وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ٢٠} وأخبر الله سبحانه وتعالى أنه يعطي كلا الصنفين من أراد الدنيا، ومن أراد الآخرة، وليس رزقه في الدنيا وعطاؤه فيها محصوراً على أحد فهو يرزق في الدنيا الناس جميعاً مؤمنهم وكافرهم.
(١) سؤال: لا زال يلتبس على كثير منا تفسير إرادة الدنيا، فالقلوب مائلة إلى شهوات الدنيا، فما توضيح ذلك؟
الجواب: الدنيا المذمومة التي يكره الله تعالى من عباده أن يريدوها ويطلبوها ويأكلوها هي نوعان:
١ - ما حرمه الله تعالى على عباده من الخمر والزنا والربا وأكل أموال الناس بالباطل والقتل والظلم والكبر و ... إلى آخر ما حرمه الله في دين الإسلام.
٢ - الدنيا التي تلهي عن ذكر الله وعن تأدية ما أوجب الله، فإن لم تؤد إلى ذلك فليست مذمومة ولا منهياً عنها {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ}[الأعراف: ٣٢].
(٢) سؤال: فضلاً ما موضع: {وَهُوَ مُؤْمِنٌ} الإعرابي؟ وما فائدته؟
الجواب: موضعه النصب على الحالية، والفائدة من هذا القيد أن الإيمان شرط في قبول الأعمال الصالحة، فمن عمل الأعمال الصالحة وهو غير مؤمن فلا تنفعه عند الله ولا تقبل منه.
(٣) سؤال: من فضلكم ما إعراب: {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ}؟
الجواب: «كلاً مفعول به مقدم لـ «نمد» و «هؤلاء» بدل من «كلاً»، و «هؤلاء» الثانية معطوفة على الأولى.