سورة الإسراء
  {انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا ٢١} ثم أخبر أنه قد فاضل بينهم في الدنيا فجعل هذا غنياً وذاك فقيراً، وهذا شريفاً وهذا وضيعاً؛ لحكمة منه ومصلحة، ولتستقيم أمور المعيشة في الدنيا، وكذلك في الآخرة فأهل الجنة متفاضلون كلاً على حسب عمله إلا أن درجات الآخرة عظيمة لا تقاس بدرجات الدنيا.
  {لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا ٢٢} نهى الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ والمراد كل عبدٍ من عبيده أن يتخذ إلهاً غيره وأنه إن فعل ذلك سلبه توفيقه وتأييده ونصره.
  {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}(١) أمر الله سبحانه وتعالى وألزم جميع عباده بإخلاص العبادة له وحده، وقرن بذلك الإحسان إلى الوالدين ليبين عظيم منزلتهما وقدرهما.
  {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا(٢) أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ}(٣) إذا
(١) سؤال: فضلاً ما موضع: {أَلَّا تَعْبُدُوا} الإعرابي؟ وعلام عطف قوله: {وَبِالْوَالِدَيْنِ}؟ وما العامل فيه؟
الجواب: «أن» مصدرية، و «لا» نافية، وعليه فموضع المصدر الجر بباء محذوفة، ويصح أن تكون «أن» مفسرة و «لا» ناهية، وعليه فلا موضع للجملة لأنها مفسرة. «وبالوالدين» الجار والمجرور متعلقان بأحسنوا محذوفاً، وهو معطوف على: «لا تعبدوا ..».
(٢) سؤال: ما إعراب: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا}؟
الجواب: «إما»: «إن» الشرطية، و «ما» الزائدة للتوكيد، «يبلغن» مضارع مبني على الفتح في محل جزم، «أحدهما» فاعل يبلغن، «أو كلاهما» معطوف على أحدهما مرفوع بالألف، «عندك» حال من الفاعل أي: حال كونه أو كونهما عندك وفي كفالتك تتولى منهما مثل ما كانا يتوليانه منك في صغرك.
(٣) سؤال: يقال: كيف إذا رأى الوالدان أو أحدهما رأياً ضعيفاً وإذا بين الولد ضعف رأيهما فربما أحزنهما فهل يعتبر ذلك مما نهي عنه؟
الجواب: لا حرج في أن يعرض الولد رأيه المخالف لرأي والديه أو أحدهما، ويبين لهما وجه =