سورة الإسراء
  {وَإِنْ(١) كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ(٢) إِلَّا قَلِيلًا ٧٦} كان المشركون قد ضاقت صدورهم من النبي ÷ وامتلأت غيظاً عليه وعلى أصحابه، وكانوا قد استاءوا من بقائه بينهم لصرفه للناس عن عبادة آلهتهم ونسبتهم إلى الجهل والضلال، فأرادوا أن يخرجوه من مكة صاغرا ذليلا، فأخبره الله سبحانه وتعالى بأنهم لو فعلوا وأخرجوه لما مكثوا بعد إخراجه إلا قليلاً ثم ينزل بهم عذابه وسخطه جزاءً على ذلك، ومعنى «ليستفزونك»: ليستخفونك ويزعجونك.
  {سُنَّةَ(٣) مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا ٧٧} وأخبره بأن هذه هي سنته في المكذبين من الأمم السابقة، وأنه كان من طرد نبيه من تلك الأمم فإنه يستأصلهم بالعذاب، وأن حالك يا محمد كحالهم فلو فعلوا وطردوك لعذبهم الله سبحانه وتعالى ولاستأصلهم.
  هذا، وأما هجرته من مكة إلى المدينة فقد كانت بأمر من الله سبحانه وتعالى، لا(٤) لأنهم طردوه، وذلك أن المشركين كانوا قد خططوا لقتله، وقد بدأوا في تنفيذ
(١) سؤال: ما إعراب «إن» هذه؟
الجواب: «إن» مخففة من الثقيلة.
(٢) سؤال: هل قوله: {خِلَافَكَ} وخلفك مستويان أم بينهما فرق فما هو؟
الجواب: هما مستويان في المعنى وليس بينهما فرق.
(٣) سؤال: علام نصب {سُنَّةَ}؟
الجواب: نصب على أنه مفعول مطلق مؤكد لمضمون الجملة التي قبله.
(٤) سؤال: يقال: ظاهر قوله: {إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا}[التوبة: ٤٠]، يفيد أنهم أخرجوه فكيف؟ أم أنه يمكن الجمع بينهما؟
الجواب: همت قريش وعزمت على قتل النبي ÷ أو ربطه وحبسه أو إخراجه من مكة، فأمر الله تعالى حينئذ نبيه ÷ بالهجرة، وأمر المؤمنين أن يهاجروا أيضاً ويلحقوا بنبيهم ÷؛ =