سورة الإسراء
  ذلك، فأمره الله سبحانه وتعالى بالهجرة إلى المدينة.
  {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ(١) إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ٧٨} ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بإقامة الصلوات الخمس في أوقاتها، وجعل وقت الظهر والعصر من عند دلوك الشمس وهو زوالها عن وسط السماء إلى غسق الليل وهو ظهور ظلمته، وجعل ظهور الظلمة ابتداء وقت صلاة المغرب والعشاء إلى طلوع الفجر؛ فإذا طلع فهو وقت صلاة الفجر، ثم ذكر أن صلاة الفجر تختص من بين سائر الصلوات بأنه يحضرها ملائكة الليل وملائكة النهار، مما يجعل لها مزية وفضلاً على بقية الصلوات.
  وسميت صلاة الفجر بقرآن الفجر؛ لأن النبي ÷ كان يطول قراءة القرآن فيها.
= لذلك صح أن يقال: إنهم أخرجوه لما كانوا هم السبب في خروجه وهجرته إلى المدينة.
وقد كانت إقامته ÷ في مكة بأمر الله، وقد كان بعد موت عمه أبي طالب في جوار المطعم بن عدي (من كبار قريش) وكان آمناً لم يتعرض له أحد بمكروه لمكانة المطعم بن عدي وجواره، إلا أن قريشاً تآمرت فيما بينها وتشاورت كيف تتخلص من رسول الله ÷ فأجمع رأيهم على أن ينتخبوا من كل بطن من قريش رجلاً قوياً ليقتلوا النبي ÷ فيتفرق دمه في قبائل قريش فلا تقدر بنو هاشم على الأخذ بثأره ولا يمكن المطعم بن عدي أن يأخذ بحقه.
فعند أن أجمعت قريش على تنفيذ هذا المخطط الماكر أوحى الله تعالى إلى نبيه بالأمر بالخروج من مكة إلى المدينة فخرج ليلاً وأمر علياً # أن ينام في فراشه للتمويه على قريش أنه نائم في فراشه لئلا يلحقوه و ... إلخ.
(١) سؤال: علام نصب: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ}؟
الجواب: نصب بالعطف على الصلاة.