سورة الإسراء
  {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً(١) لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ٧٩} ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ وأوجب عليه خاصة بأن يقوم في الليل ليتهجد ويصلي صلاة الليل ويتنفل فيه، وهذا من خواصه(٢) ÷، ووعده سبحانه وتعالى بأنه سيجعل له مقاماً رفيعاً يوم القيامة على سائر الناس.
  {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا ٨٠} وأمره الله سبحانه وتعالى بأن يدعوه بهذا الدعاء، وهو أن يخرجه من مكة مخرج صدق وخير وفائدة تعود للإسلام والمسلمين، وأن يدخله مكة بالعودة إليها منتصراً، أو يدخله المدينة دخول عز ونصر للإسلام وأهله، وفعلاً فقد كان خروجه من مكة مهاجراً نصراً كبيراً له إذ استطاع أن يفلت من أيدي المشركين بالرغم من إحاطتهم به من كل مكان {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا}[التوبة: ٤٠]، فوصف الله سبحانه وتعالى خروجه هذا بالنصر له والهزيمة على المشركين عندما أفلت من بين أيديهم.
  وقد أمره بأن يدعوه عند خروجه من مكة ودخوله المدينة بأن يجعل له سلطاناً وأتباعاً ينتصر بهم ويرفع بهم راية الحق وأهله.
  {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ٨١} عند خروج
(١) سؤال: بم تعلق: {مِنَ اللَّيْلِ}؟ وعلام نصب: {نَافِلَةً}؟
الجواب: «من الليل» متعلق بـ «تهجد به»، و «نافلة» منصوب على الحالية من الهاء في «به» أي: بالقرآن.
(٢) سؤال: يقال: من أين استفيد أنه من خواصه؟
الجواب: استفيد من قوله تعالى: {نَافِلَةً لَكَ} فكان التهجد (صلاة الليل والوتر) واجباً عليه ÷ دون أمته.