سورة الإسراء
  عن دعوته وادعاء نبوته فلم يستطيعوا أن يأتوا بمثله ولا بعشر سور من مثله ولا بمثل سورة منه مع حرصهم الشديد على إبطال أمره.
  {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ٨٩}(١) أخبر الله سبحانه وتعالى أنه قد نَوَّعَ للمشركين في القرآن أمثاله وبينها على كل وجه، وأتى على المشركين من كل طريق لعلهم يؤمنون به ويصدقونه، ولكنهم بالرغم من كل ذلك رفضوا الإيمان واتباع النبي ÷، وهؤلاء هم قريش؛ وهم الذين وقفوا في وجه النبي ÷، وصدوا عن دعوته، وحاصروه في مكة نحواً من ثلاث عشرة سنة، وعندما هاجر إلى المدينة لحقوا به وغزوه في عقر داره، وتقطعوا له في كل طريق وقتلوا أصحابه، وأقنعوه بأنهم لن يؤمنوا له مهما حاول فيهم.
  {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا ٩٠} أي حتى تجعل لنا في مكة أنهاراً متفجرة مثل ما في أرض الشام والعراق.
  {أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا ٩١} أو يكون لك بستان من النخيل والأعناب تكون الأنهار جارية في وسطه لا تنقطع.
  {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} أو تسقط السماء علينا قطعاً، {أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا ٩٢}(٢) أو تأتي بالله والملائكة إلينا ونراهم عياناً ثم يشهدون لك بالنبوة والرسالة، {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ} من ذهب {أَوْ
(١) سؤال: يقال: هل التفريق للأمثال أو الوعيد في مختلف أجزاء القرآن من جملة التصريف الذي ذكره الله هنا وفي آيات أخرى؟
الجواب: أمثال القرآن وأنواع الوعيد كل ذلك داخل في عموم هذه الآية أي: ولقد صرفنا للناس من كل معنى بديع هو كالمثل في بلاغته وحسنه وإقناعه.
(٢) سؤال: وهل يحتمل {قَبِيلًا ٩٢} معنى جماعات جماعات؟
الجواب: قد فسر {قَبِيلًا} بما ذكرنا، وبما ذكر في السؤال أي: جماعات جماعات.