سورة الإسراء
  تَرْقَى فِي السَّمَاءِ} ونراك أمام أعيننا وأنت تصعد في السماء.
  {وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ} ولن نصدقك ولو رأيناك وأنت تصعد في السماء يا محمد حتى تنزل كتاباً من عند الله سبحانه وتعالى إلى قريش مخاطباً لكل شخص باسمه، قالوا ذلك للنبي ÷ لكي يقطعوا طمعه في إيمانهم.
  {قُلْ سُبْحَانَ(١) رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا ٩٣} فأمره الله سبحانه وتعالى بأن يخبرهم بأن ما طلبوه ليس في يده ولا تحت قدرته، وأن يخبرهم بأنه ليس إلا بشراً أرسله الله سبحانه وتعالى إليهم ليبلغهم رسالته فإن شاءوا فليؤمنوا وإن شاءوا فليكفروا.
  {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا(٢) إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا ٩٤}(٣) فلم يجدوا حجة على عنادهم وكفرهم إلا استنكارهم على الله سبحانه وتعالى أن يبعث إليهم رسولاً من البشر، وأنه لا بد أن يكون من جنس غير جنسهم، فجعلوا هذا عذرهم وحجتهم في عدم الإيمان والتصديق، وإلا فهم في
(١) سؤال: ما فائدة الأمر بالتنزيه هنا: {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي}؟
الجواب: فائدة ذلك هو النداء على فرط حماقتهم وعظيم جهلهم فيما طلبوه من المستحيلات التي لا يمكن حصولها.
(٢) سؤال: ما محل المصدر: {أَنْ يُؤْمِنُوا}؟
الجواب: محله الجر بـ «من» مقدرة أي: وما منع الناس من الإيمان.
(٣) سؤال: هل في هذه الآية دليل قوي يحج القائلين بخلق أفعال العباد؟ فمن أي جهة؟
الجواب: نعم في الآية دليل على ما ذكرتم، وذلك لأن الآية حصرت وقصرت السبب المانع لهم من الإيمان في سبب واحد هو استبعادهم أن يرسل الله تعالى رسولاً من البشر أي: لم يمنعهم من الإيمان إلا هذا السبب لا غيره من الأسباب، ولا يقال: منع الناس هذا السبب إلا وهم قادرون على الدخول في الإيمان.