سورة الإسراء
  ومعنى «خبت»: سكن لهيبها.
  {ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا(١) لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا ٩٨} أخبر الله سبحانه وتعالى عن سبب دخولهم جهنم؛ فقال ذلك بسبب كفرهم بآيات الله وإشراكهم به وإنكارهم لليوم الآخر وما فيه من الجزاء.
  {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ} يستنكر الله سبحانه وتعالى إنكار بعثهم بعد الموت مع أنهم قد رأوا، وعلموا أن الله الذي خلق السماوات والأرض، وخلقهم وأوجدهم من العدم، فإن من قدر على ذلك لا يعجز عن إعادة خلقهم بعد الموت.
  {وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ}(٢) ثم أخبرهم بأنه سيعذبهم عند حلول ميعاد تعذيبهم، لا يخلف الله وعده.
  {فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا ٩٩}(٣) ولكنهم كفروا وكذبوا وأنكروا ما جاءهم به النبي ÷.
(١) سؤال: هل لإيراد الاستفهام مرتين علة؟ إن كانت فما هي؟
الجواب: العلة في إيراد الاستفهام مرتين في قوله تعالى: {أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا ٩٨} هي أن المشركين استنكروا واستبعدوا شيئين اثنين هما:
١ - البعث بعد الموت وكفروا به.
٢ - قدرة الله على إعادة الحياة إلى الميت الذي صار رفاتاً وتراباً وعظاماً وذهبت أجزاء بدنه وتفرقت وعدمت؛ فجيء بهمزة الاستفهام الإنكاري على الأول والثاني.
(٢) سؤال: علام عطف قوله: «وجعل لهم أجلاً لا ريب فيه»؟
الجواب: جملة «وجعل لهم أجلاً ...» معطوفة على جملة «أو لم يروا أن الله ...» وصح لأنها في معنى: قد رأوا.
(٣) سؤال: مما استثنيت لفظة «كفوراً»؟ وهل لهذا التعبير ضابط في العربية؟
الجواب: هذا الاستثناء مفرغ، وهو جار على المعنى؛ إذ المعنى: فما رضي الناس إلا كفوراً.