محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الإسراء

صفحة 483 - الجزء 2

  {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا} أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأن يخبر مشركي قريش أنه سواء عنده آمنوا به أم لم يؤمنوا، فما عليه إلا البلاغ.

  {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ⁣(⁣١) سُجَّدًا ١٠٧ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ١٠٨}⁣(⁣٢) أخبر الله سبحانه وتعالى أن بعض⁣(⁣٣) أهل العلم من أهل التوراة والإنجيل يؤمنون به ويخضعون له تواضعاً لعظمته، ويسقطون على وجوههم ساجدين لله سبحانه وتعالى مسبحين له، ومصدقين بوعده من بعث آخر الأنبياء، وبالبعث بعد الموت وبالحساب والجزاء.

  {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ١٠٩} وأنهم يسجدون باكين من خشية الله تعالى، ويزيد من خشوعهم سماعم لتلاوة القرآن.

  {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يخبر المؤمنين أنه سواء أن يذكروا الله أو الرحمن في دعائهم له فهما اسمان له تعالى؛ لأن المؤمنين كانوا إذا سمعهم المشركون يذكرون الرحمن عيروهم بأنهم يذكرون إله اليمامة وهو مسيلمة الكذاب؛ وكانوا يسمونه


(١) سؤال: ما معنى اللام هذه في قوله: «للأذقان»؟

الجواب: اللام بمعنى «على» في هذه الآية.

(٢) سؤال: ما إعراب «سجداً» و «إن كان وعد ربنا لمفعولاً»؟

الجواب: «سجداً» حال من فاعل يخرون، «إن» مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن مستتر، «كان» فعل ماض ناقص، «وعد ربنا» اسم كان مضاف إلى رب، ورب مضاف إلى ضمير الجماعة، «لمفعولاً» اللام هي الفارقة، مفعولاً: خبر كان، وجملة «كان وعد ..» في محل رفع خبر «إن» الشأنية.

(٣) سؤال: من أين نستفيد البعضية؟

الجواب: استفيدت البعضية مما حكاه الله تعالى عن أهل الكتاب من أن كثيراً منهم يكتمون الحق وهم يعلمون، فلزم أن تفسر هذه الآية بالبعض.