محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الإسراء

صفحة 484 - الجزء 2

  بهذا الاسم وهو رحمن⁣(⁣١) اليمامة، فأخبرهم الله تعالى بأن هذين الاسمين مختصان به؛ فلا يصدنهم عن ذكره بهذا الاسم ما كانوا يسمعونه من تعيير المشركين.

  {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ١١٠}⁣(⁣٢) لا ترفع صوتك يا محمد حتى يسمعه المشركون فيقولون: إن محمداً يذكر إله اليمامة، ولا تخافت به حتى لا يسمعك أصحابك، واطلب التوسط بين هذين الأمرين.

  {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ١١١}⁣(⁣٣) أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷


(١) سؤال: يقال هل استعمالهم هذا يخرجه عن كونه حقيقة في الباري تعالى كما هو مذهب غير واحد من أئمتنا محتجين باستخدامهم وهم فصحاء العرب ولو كانوا معادين للمسلمين؛ لأننا إنما نستدل باستعمالهم وإطلاقهم لا برأيهم وعقيدتهم أم لا يخرجه عن الحقيقة؟ مع تفضلكم بإيراد التعليل لذلك.

الجواب: استعمالهم للرحمن في غير الله إنما هو تمرد منهم في الكفر، كتسميتهم للصنم إلهاً ورباً، {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ}⁣[الأعراف: ١٨٠]، أي: يميلون في أسمائه تعالى فيسمون بها غيره، فهذا دليل على أن استعمالهم إنما هو تمرد وميل عن الحق، وخطأ وضلال.

(٢) سؤال: هل يصح أن تحمل الآية على أنه لا يجهر في جميع الصلوات، ولا يخافت في جميعها؟ بل يجهر في بعضها ويخافت في بعض؟ أم لا، فما هي العلة؟

الجواب: الظاهر من المعنى هو ما ذكرناه، ويجوز بمعونة الآثار الواردة من فعل النبي ÷ أن يراد بالآية ما ذكرتم.

(٣) سؤال: هل ترون قوة استدلال الأصحاب بختم الآية «وكبره تكبيراً» على أن التوجه قبل التكبير، وأنه يزاد فيه هذا: «الحمد لله ... إلخ»؟ أم لا مع تعليل نظركم حماكم الله وعافاكم؟

الجواب: الاستدلال بالآية على ما ذكرتم قوي لأن السياق في الصلاة فيكون التوجه بهذا «الحمد لله الذي لم يتخذ ...» قبل التكبير، ويمكن الجمع بين هذا وما ورد من الآثار من أن التوجه بعد التكبير بأن يقال: هذا التوجه «الحمد لله ..» قبل التكبير، فإذا كبر المصلي توجه بالتوجه المأثور: «وجهت وجهي ..» وقد ذهب إلى هذا بعض أعلام أهل البيت المتأخرين.