سورة الكهف
  والرقيم: لوح من الحجارة رقم عليه قصة أصحاب الكهف، وذلك لأن قصتهم كانت مرقومة على لوح من حجر في باب الكهف فسموا أصحاب الرقيم لذلك.
  {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ} قص الله سبحانه وتعالى لنبيه ÷ شأنهم، وذلك أنهم فتية هربوا بدينهم إلى الكهف من بطش ملكهم الكافر؛ وكانوا قد أعلنوا إيمانهم غير مبالين بظلمه واستكباره.
  {فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ١٠} دعوا الله سبحانه وتعالى عند دخولهم إلى الكهف بأن ينزل عليهم رحمة من عنده في كهفهم هذا؛ لئلا يظفر بهم ملكهم فيفتنهم عن دينهم، وأن يحوطهم بعنايته وحفظه، وأن يدبرهم إلى ما فيه رشدهم، ويمهد لهم الطريق التي فيها سدادهم وسلامة دينهم.
  {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ١١}(١) ثم إن الله سبحانه وتعالى استجاب لهم، وأنزل عليهم النوم في هذا الكهف مئات السنين، وحفظهم فيه، وألقى الرعب في قلب كل من اقترب منهم فلا يستطيع أحد أن يصل إليهم، وذلك بأن ألبسهم الله سبحانه وتعالى صوراً تجعل كل من رآها يفر هارباً.
  {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ(٢) أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا ١٢}(٣) ثم إن الله
(١) سؤال: فضلاً ما إعراب: {سِنِينَ عَدَدًا ١١}؟
الجواب: «سنين» ظرف زمان متعلق بـ «ضربنا»، و «عدداً» صفة لسنين لتفيد كثرة السنين.
(٢) سؤال: كيف صح على الباري تعالى أن يقول: {لِنَعْلَمَ} وهو عالم من قبل؟
الجواب: المراد ليعلم حصول المعلوم الذي هو اختلاف الحزبين في مدة لبثهم في النوم، وما يترتب عليه من حصول آية عظيمة على صحة البعث بعد الموت، وهو تعالى عالم بما سيحصل من الاختلاف في مدة نوم أهل الكهف وبما يترتب على ذلك من الآية العظيمة في الأزل، ولكنه تعالى لا يعلم أن الاختلاف قد وقع وحصل إلا حين يقع ويحصل.
(٣) سؤال: يا حبذا لو أعربتم: {لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا ١٢}؟
الجواب: «لنعلم» فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل، وأن والفعل مؤول بمصدر =