سورة الكهف
  بما سواه من الآلهة، غير مبالين بالملك وبطشه، وذلك قبل لجوئهم إلى الكهف، ومعنى «شططاً»: بعيداً عن الحق.
  {هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً} مستنكرين على قومهم غير مبالين بهم، وبما يكون من ردة فعلهم بأنهم اتخذوا آلهة يعبدونها من دون الله سبحانه وتعالى.
  {لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ(١) بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ١٥} مطالبين لهم بأن يأتوا بدليل يشهد لهم على صدق إلهية ما يدعونه، وأخبروهم أنهم لن يستطيعوا ذلك؛ لأن ادعاءهم ذلك كذب وافتراء، وأنه لا أحد أظلم ممن ادعى آلهة مع الله سبحانه وتعالى كذباً وافتراءً عليه، ولأجل ذلك زادهم الله سبحانه وتعالى بصيرة في قلوبهم، وأيدهم بالحجة التي أسكتوا بها قومهم.
  {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ(٢) وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا ١٦} يتشاورون فيما بينهم، بعدما أعلنوا إيمانهم بالله وحده وترك ما سواه، وكان هذا خطاب كبيرهم، فقد أشار عليهم بأن يهربوا إلى الكهف بدينهم، وأخبرهم أنه لم يبق لهم إلا الله سبحانه وتعالى يلجؤون إليه، وأنه سينزل رحمته عليهم في الكهف، وسوف يهيئ لهم مكاناً يلجئون
الجواب: جهروا بإيمانهم في أول الأمر فلما رأوا قوة الرد الغاضب وقساوته وعرفوا إرادة التنكيل بهم خافوا وهربوا بأنفسهم، ولم يكونوا يظنون أن يواجهوا كل ذلك وإلا لتحرزوا واحتاطوا لأنفسهم، أما بعد استيقاظهم فحرصوا غاية الحرص على التكتم والتخفي لما علموه من نية قومهم أن يفتكوا بهم ويقتلوهم رجماً أو يعذبوهم حتى يرجعوا إلى دين الكفر.
(١) سؤال: الضمير في قوله: {عَلَيْهِمْ} يعود إلى الآلهة فلماذا ذُكِّر؟
الجواب: الآلهة وإن كان لفظها مؤنثاً فمعناها مذكر؛ لأنها جمع إلهٍ وهو مذكر؛ لهذا صح عود ضمير المذكر إليها.
(٢) سؤال: هل قوله: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ} من كلام كبيرهم أم من كلام غيره؟
الجواب: الذي يظهر أنه من كلام كبيرهم وذي الرأي فيهم.