محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة مريم

صفحة 541 - الجزء 2

  {قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً} فطلب زكريا # عند ذلك من الله سبحانه وتعالى أن يجعل له دلالة عند حمل امرأته.

  {قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا ١٠} فجعل الله سبحانه وتعالى علامة ذلك أن يمسكَ لسانُهُ عن الكلام، وأخبره أنه لن يستطيع أن يتكلم مدة ثلاثة أيام.

  {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ١١} فكان في مدة سكوته عن الكلام يخرج⁣(⁣١) على قومه فيعظهم ويذكرهم بتسبيح الله تعالى وذكره بالإشارة فقط، وكان مدة سكوته ثلاثة أيام.

  {يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ١٢} أعطى الله تعالى يحيى العلم والحكمة في حال صباه، وبعد أن كبر⁣(⁣٢) أوحى إليه بأن يأخذ توراة⁣(⁣٣) موسى


(١) سؤال: من أين نفهم استمرار خروجه للتذكير بالإشارة مع أن الآية بالماضي {فَخَرَجَ}؟ وما إعراب: {أَنْ سَبِّحُوا

الجواب: من شأن أنبياء الله $ الدعوة إلى الخير والأمر بعبادة الله والحث عليها في كل حين وذلك هو عملهم وشغلهم الشاغل، وإذا كان زكريا # قد خرج عليهم في اليوم الأول من الثلاثة الأيام ليدعوهم إلى تسبيح الله والصلاة والعبادة فلن يترك الخروج في اليوم الثاني ولا الثالث، ولأن ما أمروا به في اليوم الأول هم مأمورون به في اليوم الثاني والثالث، وأما «أن سبحوا» فـ «أن» تفسيرية لتقدم «أوحى» المشتمل على معنى القول دون حروفه، و «سبحوا» فعل أمر، و «واو الجماعة» فاعله.

(٢) سؤال: هل هناك دلالة على أنه لم يؤمر بأخذ الكتاب بقوة إلا بعد أن كبر؟ وما فائدة إيتائه الحكمة في حال صباه؟

الجواب: أخذ الكتاب بقوة معناه أن يبلغه لبني إسرائيل ويحاججهم على صدقه وصحته ثم يأمرهم بالعمل بأحكامه وشرائعه، ولا يتأتى مثل هذا العمل الكبير لصبي. وفائدة إيتائه الحكمة في حال صباه هي الإرهاص لنبوته، وليكون محط أنظار من يبعث إليهم.

(٣) سؤال: نريد أن نعرف المأخذ أن الكتاب هو التوراة لا غيره؟

الجواب: المعروف أن التوراة هي كتاب بني إسرائيل: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا =