سورة مريم
  {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ١٦} ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يقرأ على قومه قصة مريم وما كان من أمرها، وذلك أنها خرجت من بين أهلها إلى مكان منعزل في جهة الشرق من قرية أهلها(١) لتتعبد الله سبحانه وتعالى فيه.
  {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا} جعلت لها بناءً يحجبها عن قومها وقد أحكمت غلقه كي لا تراهم أو يروها.
  {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا(٢) فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ١٧}(٣) ثم إن الله سبحانه وتعالى أرسل إليها جبريل # في هيئة البشر.
(١) سؤال: هل عرفت قريتها حالياً فأين هي؟
الجواب: يحتمل أن المكان هو شرق بيت المقدس.
(٢) سؤال: لماذا أطلق على جبريل الأمين روح الله؟
الجواب: أطلق عليه ذلك للتشريف والتكريم، ولأنه هو الذي يحمل دين الله وشرائعه إلى البشر أي: أنه رسول الله إلى البشر برسالة الله التي هي كالروح تحيا بها البشر.
(٣) سؤال: من فضلكم ما إعراب: {بَشَرًا سَوِيًّا ١٧}؟ وهل في الآية دليل على تمثل الملائكة بالبشر؟
الجواب: «بشراً» حال من فاعل «تمثل». «سوياً» صفة لبشراً، وسوغ وقوعَ الحال جامدة نعتُها بقوله: «سوياً»، وسوياً: صفة مشبهة، والآية دليل على صحة تمثل الملائكة بالبشر بإذن الله لا من قِبَل أنفسهم.
سؤال: وهل هناك مانع من تمثل الجن بالبشر لو أقدرهم الله على ذلك؟
الجواب: ولا مانع - إذا أذن الله - أن يتمثل الجن بصور البشر، أما من تلقاء أنفسهم فلا يقدرون على التصور بصور البشر لا هم ولا الملاكة، وما قد يراه بعض الناس أو بعض المرضى من أشباح وصور غريبة فقد يكون بسبب السحر، فعلم السحر هو أصلاً شيطاني بدليل: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}[البقرة: ١٠٢].