سورة مريم
  وليس هناك أمر من الله للشياطين بإضلال الكافرين، وإنما المقصود أنهم عندما كفروا بالله سبحانه وتعالى سلبهم ألطافه وحفظه وتركهم عرضة للشياطين تسوقهم وتسيرهم كيفما شاءت وتضلهم عن الطريق وتدخلهم في المهالك.
  {فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ(١) لَهُمْ عَدًّا ٨٤} فلا تستعجل نزول العذاب بهم يا محمد فإنا سنأخذهم عند حلول وقته، وإن لهم آجالاً لا بد أن يبلغوها، ومتى بلغوها حل بهم وعد الله، وإن لهم ساعات معلومة فمتى استتموا عددها حل بهم العذاب.
  {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا ٨٥}(٢) يذكر الله سبحانه وتعالى كيف يحشر عباده المتقين، فأخبر أنه سيجعل لهم المواكب التي ترافقهم يوم الحشر ويحفهم بملائكته المكرمين، ويلبسهم أثواب الكرامة والعظمة.
  {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا ٨٦(٣) لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا(٤) مَنِ
(١) سؤال: ما هو أصل هذا الفعل هل هو من العد أم من الإعداد؟
الجواب: أصله العد، عد يعد عداً.
(٢) سؤال: ما إعراب: {يَوْمَ نَحْشُرُ}؟ وكذا: {وَفْدًا}؟
الجواب: «وفداً» مفعول مطلق لفعل محذوف أي: يفدون وفداً وتقدر الجملة حالاً، و «يوم ...» مفعول به لاذكر محذوفاً وهو مضاف إلى الجملة التي بعده.
(٣) سؤال: هل يمكن أن يؤخذ من هذه الآية أن المجرمين فقط هم المقصودون بالخطاب في قوله: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}؟
الجواب: نعم الآية تدل على ما ذكرتم من حيث أن الله تعالى ذكر هنا أن المتقين يحشرون إلى ما أعد الله لهم وهم محاطون بالكرامة والتعظيم والتشريف، فكلمة «وفداً» تبين نوع الحشر الذي هو من نوع حشر الوفد الذي يفد في الدنيا إلى الملوك يعلوهم السرور والبهجة ويحاطون بالكرامة والتشريف، وهذا يدل على أنهم لا يتعرضون إلى محن وشدائد في حشرهم إلى ثواب الله.
(٤) سؤال: هل الاستثناء منقطع أم متصل؟ وما قرينة ما اخترتموه أيدكم الله؟
الجواب: يصح تخريجها على كل واحد من الوجهين فيصح أن يكون الاستثناء متصلاً على أن يكون المستثنى منه «المتقين» و «المجرمين». ويصح أن يكون منقطعاً على أن يكون عودها إلى =