سورة طه
  {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ٧} ثم خاطب الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأنه سواء عليك يا محمد أجهرت بكلامك أم أخفيته في نفسك، فهو عالم بما في نفسك ومطلع عليه. والسر: هو ما يكون بين اثنين من الهمس فلا يسمعهما من بجوارهما، والذي هو أخفى منه: هو ما كان في القلب من الكلام، ولم يخرج من اللسان.
  {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ٨} فلا إله في السماوات والأرض إلا الله تعالى، وهو وحده الذي يختص بالأسماء الحسنى، ويستحق الصفات العليا من العظمة والكبرياء، وأنه الرب والرحمن والرحيم ومالك الملك، ونحوها من صفات المدح والثناء، وليس للأصنام حظ ولا نصيب في شيء من الأسماء الحسنى.
  فما ذكر من قوله: {لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} ...... إلى قوله: {لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ٨}، فهو تفسير لقوله: {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ٥}.
  {وَهَلْ(١) أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ٩ إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى ١٠} هل علمت يا محمد ما كان من قصة موسى وأمره عندما رأى ناراً وهو في طريق سفره عائداً من عند نبي الله شعيب # مع امرأته ليلاً؟
  وذلك أنه خلال مسيره كانت الظلمة شديدة، والليلة باردة، فرأى ناراً على مسافة؛ فأمر امرأته بأن تنتظر ليذهب إلى تلك النار فيأتيهم بما يستضيئون به ويستدفئون، أو يجد عندها من يدلهم على الطريق؛ لأنهم كانوا قد ضلوا طريقهم، ومعنى «آنست»: أبصرت إبصاراً بيناً لا شبهة فيه.
(١) سؤال: ما معنى «هل» في هذه الآية؟
الجواب: معناها التقرير أو بمعنى «قد».