سورة طه
  {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَامُوسَى ١١ إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ١٢} فلما وصل عند النار سمع منادياً يناديه باسمه، ويأمره بأن يخلع نعليه لأن المكان الذي يطؤه مقدس، ولا يليق أن يدوسه بنعاله، وكان اسم ذلك المكان «طوى»، والذي ناداه هو الله سبحانه وتعالى.
  {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ١٣} وهذا من كلام الله سبحانه وتعالى لموسى # بأنه قد اختاره لحمل رسالته وتبليغها.
  {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ١٤} وأمره بأن يخصه بعبادته، وأن يستمر على إقامة الصلاة ليبقى(١) على تواصل مع الله سبحانه وتعالى، ويبقى ذكره في قلبه حتى لا ينساه؛ وذلك أن طبيعة الإنسان النسيان والصلاة ستذكره بالله تعالى؛ لأنه إذا أقام صلاة الصبح فإنه سيشتغل بعد ذلك بأمور معيشته وبدنياه، مما يتسبب ذلك في نسيانه لله تعالى، فإذا كان وقت الظهر فإنه سيعود إلى ذكر الله سبحانه وتعالى، وهكذا إلى المغرب؛ فلا ينقطع عن ذكر الله بذلك في جميع أوقاته.
  {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى(٢) كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى ١٥} هذا أيضاً من كلام الله سبحانه وتعالى لنبيه موسى # بأن الساعة وموعد القيامة
(١) سؤال: يقال: ظاهر هذا أن اللام هذه للتعليل فهل يصح أن تحمل على التوقيت بمعنى: عند ذكري، خصوصاً أنه قد ورد استشهاد النبي ÷ بها بعد قوله: «من نام عن صلاته أو سها عنها ...» إلخ؟
الجواب: قد ذكروا من الوجوه أن تكون توقيتية أي: لأوقات ذكري، واستدلوا بالحديث، وأكثر التوجيهات أنها للتعليل.
(٢) سؤال: هل قوله: {لِتُجْزَى} متعلق بقوله: {آتِيَةٌ} أو بقوله: {أَكَادُ أُخْفِيهَا}؟
الجواب: هو متعلق بآتية لقوله تعالى في سورة سبأ: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ ...}[سبأ: ٣] إلى قوله: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا ...}[سبأ: ٤].