محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة طه

صفحة 575 - الجزء 2

  آت لا محالة، وذلك لينال فيها كل امرئ جزاء ما عمل، وأخبره أنه لا يعلم موعدها إلا هو.

  وقوله: {أَكَادُ أُخْفِيهَا} أراد بذلك أن الحكمة تقضي بإخفائها فأخفى وقت مجيئها: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}⁣[لقمان: ٣٤]، وأظهر عن مجيئها لمصلحة التكليف.

  {فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى ١٦} وأمره أن لا يصدق من أخبره بأن لا حقيقة لها، وأنه إن صَدَّق هؤلاء الذين يتبعون أهواءهم وشهواتهم فسيقع في الخسارة والهلاك.

  {وَمَا تِلْكَ⁣(⁣١) بِيَمِينِكَ يَامُوسَى ١٧ قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ⁣(⁣٢) عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ١٨} ثم سأل الله سبحانه وتعالى نبيه موسى # عن العصا التي يحملها في يده ما هي وما أمرها؟ فأجابه بأنها عصاه التي يستعين بها في مسيره، ويضرب بها أغصان الشجر لتأكل غنمه، وأن له فيها مصالح ومنافع أخرى، أراد الله سبحانه وتعالى بسؤال موسى ذلك السؤال التمهيد لإخباره بأنه سيجعل له فيها آية ومعجزة.

  {قَالَ أَلْقِهَا يَامُوسَى ١٩ فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ٢٠ قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى ٢١} أمره بذلك ليطلعه على الآية التي جعلها له في هذه العصا للدلالة على نبوته، والمراد بسيرتها الأولى: حالتها الأولى التي كانت عليها.

  {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى ٢٢}⁣(⁣٣)


(١) سؤال: ما السر في استخدام إشارة البعيد هنا؟

الجواب: الإشارة للتحقير والسر في تحقيرها هو ما أراده الله تعالى من ترتيب المعجزة العظيمة على الشيء الحقير.

(٢) سؤال: ما إعراب جملة: {أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا

الجواب: لا محل لها من الإعراب لأنها مستأنفة في جواب سؤال مقدر.

(٣) سؤال: فضلاً ما إعراب: {آيَةً أُخْرَى ٢٢

الجواب: تعرب حالاً من فاعل «تخرج».